الأربعاء، 1 مايو 2013

عادات العقل ـــــــــ أستاذة (( شيماء ، ناهد ، تغريد ))

  أستاذة //شيماء

نموذج أبعاد التعلم لـ«مارزانو».. تعليم الطلاب عادات العقل المنتجة
عرف الفكر التربوي في السنوات الأخيرة تحولات تربوية مهمة، وانتقادات كبيرة لطرق تدريس العلوم التقليدية المتبعة في مراحل التعليم المختلفة (الابتدائي– الإعدادي – الثانوي)، ومن جملة هذه التحولات الاهتمام المتزايد بتنمية العادات العقليةHabits of Mind  للتلاميذ، حيث إنها من أهم صفات الفرد المثقف علميًا.
وتدعو أساليب التربية الحديثة إلى أن تكون العادات العقلية، هدفًا رئيسًا في جميع مراحل التعليم بداية من التعليم الابتدائي، حيث يرى مارزانو Marzano,2000 أن العادات العقلية الضعيفة تؤدي عادة إلى تعلم ضعيف بغض النظر عن مستوانا في المهارة أو القدرة. كما يشير كوستا Costa,2001إلى أن إهمال استخدام عادات العقل يسبب الكثير من القصور في نتائج العملية التعليمية؛ فالعادات العقلية ليست امتلاك المعلومات بل هي معرفة كيفية العمل عليها واستخدامها أيضًا، فهي نمط من السلوكيات الذكية يقود المتعلم إلى إنتاج المعرفة، وليس استذكارها أو إعادة إنتاجها على نمط سابق2003Perkins.
ولما كان الواقع التعليمي يؤكد أن التلاميذ يفتقرون إلى استخدام العادات في مختلف النشاطات التعليمية والعملية في مادة العلوم (إبراهيم الحارثى،2002)، إضافة إلى أنهم يحفظون المصطلحات والمفاهيم العلمية دون فهم أو استيعاب (مجدي رجب ،2000) (ليلى حسام الدين و حياة رمضان،2006) Marzano,2000؛ لذلك فقد أكد المخططون لمناهج التربية العلمية على تضمين العادات العقلية في مناهج العلوم.
ومن المناهج التي تبنت عادات العقل المنهج الوطني البريطاني حيث أكد على ضرورة تنمية العادات العقلية التالية:(حب الاستطلاع، واحترام الأدلة، وإدارة التسامح، والمثابرة، والانفتاح العقلي، والحس البيئي السليم، والتعاون مع الآخرين) (National Curriculum,2005).
كما ظهر الاهتمام بالعادات العقلية من خلال عدد من المشاريع التربوية التي اعتمدت عادات العقل كأساس للتطوير التربوي، ومن هذه المشروعات مشروع الثقافة العلمية أو تعليم العلوم لكل الأمريكيين حتى العام 2061م. لمؤسسة التقدم العلمي الأمريكية(American Associationfor the Advancement of Science (AAAS), Project, 2061, 1993)حيث حدد المشروع عددًا من العادات العقلية التي يركز على تنميتها تعليم العلوم، ومنها (التكامل، والاجتهاد، وحب الاستطلاع، والانفتاح على الأفكار الجديدة، التشكك المبنى على المعرفة، ومهارات الاستجابة الناقدة، والتخيل، والعدالة...إلخ).
وفى مشروع باسم الملكة إليزابيث    Project Queen Elizabeth(Q.E, 2004) لتنمية العادات العقلية أكد المتخصصون على تنمية العادات العقلية التالية (التفكير المرن، والاستماع إلى الآخرين، والسعي للدقة، والإصرار (المثابرة)، والفضول والمتعة في حل المشكلات، ورؤية الموقف بطريقة غير تقليدية) من خلال مناهج العلوم.
ويشير كوستا وجرمستون (Costa & Gamstom,2001)  إلى أن تنمية العادات العقلية تتطلب من المعلمين استخدام أساليب تدريسية تساعد علي تجسيد الأفكار لاستيعابها، كما أنها ترتبط بمراحل النمو المعرفي؛ ولهذا يجب أن تكون الأنشطة التعليمية التي نسعى من خلالها لتطوير العادات العقلية مناسبة للمرحلة النمائية المعرفية للمتعلم.
وبينما ترى لوري (Lowery,1999) أن أحد الأسباب الرئيسة لفشل التعليم الرسمي هو أن المربين يبدؤون بالأمور التجريدية عبر المواد المطبوعة وعبر اللغة اللفظية بدلًا من الأفعال المادية والسلوكيات، والاتجاهات نحو الأشياء الحقيقية كالعادات العقلية، و يضيف هاروت وكلير(Hart&Keller,2003) أن انخفاض القدرة على الاستيعاب المفاهيمي قد يعزى إلى العادات العقلية التي يتبعها التلاميذ، وتؤكد روتا (Rotta,2004) إلى أن تنمية العادات العقلية يساعد في تنظيم المخزون المعرفي للمتعلم، وإدارة أفكاره بفاعلية وتدريبه على تنظيم الموجودات بطريقة جديدة والنظر إلى الأشياء بطريقة غير مألوفة لتنظيم المعارف الموجودة لحل المشكلات؛ فقد يفيد تدريس العادات العقلية في تنمية الاستيعاب المفاهيمي في مادة العلوم لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية.
وظهرت تصنيفات متعددة لأبعاد العادات العقلية فقد صنف مارزانو وزملاؤه (1998) مكونات البعد الخامس (العادات العقلية المنتجة) إلى ثلاث مجموعات، وهي: (التفكير والتعلم على تنظيم الذات – والتفكير الناقد – والتفكير والتعلم الإبداعي)، كما حدد كوستا و كاليك(2002) ست عشرة عادة عقلية قابلة للتعلم و التدريب ظهرت في كتاب عادات العقل سلسلة تنموية، إضافة إلى أنها كانت محط اهتمام وتركيز علماء النفس المعرفي، حيث ظهر ذلك من خلال الدراسات والبحوث التي قام بها عدد من الباحثين التربويين وولف و براندت Wolfe&Brandt,1999))، ودياموند وهوبسون(Diamond&Hopson,1999)، ولاورى Lowery,1999)) كما أن قائمة العادات العقلية التي حددها كوستا وكاليك أوضح في التصنيف من قائمة العادات في نموذج مارزانو فهي محددة التعريف وشبه متفق عليها (إبراهيم الحارثى ،2002).
ولما كانت قائمة العادات العقلية التي حددها كل من كوستا وكاليك هي تطوير لقائمة مارزانو؛ فقد وقع الاختيار على خمس من العادات العقلية التي جاءت متفقة مع قائمة العادات العقلية التي حددها كل من كوستا وكاليك الست عشرة لتكون مجالا لهذه الدراسة.
وقد أشار بعض الباحثين المهتمين بتنمية العادات العقلية مثل كامبوى (Campoy,1999)،وكوستا وكاليكCosta & Kallick,2002))، و(يوسف قطامي وأميمة عمور، 2005)، و(يوسف قطامي ،2007) إلى أساليب متنوعة لتنمية العادات العقلية من خلال مناهج التعليم، إلا أن الباحث يتبنى في هذه الدراسة «نموذج أبعاد التعلم Dimensions of Learning Model لمارزانو وزملاؤه حيث إن هذا النموذج  يستند إلى الفلسفة البنائية ويهتم بالتدريس كعملية استقصائية تهدف إلى فهم المتعلم لما يحدث حوله و التعامل معه، كما يؤكد على العادات العقلية.
وقد أجرى دوجارى وآخرونDujarj et al,1994)) دراسة أكدت تأثير اثنين مِن' مكو'ناتِ نموذج أبعاد التعلم لمارزانو في تنمية الاستيعاب المفاهيمِى والإلمام بعملياتِ العِل'مِ في تدريس مقرر العلوم البيئية المؤهلة للجامعة، حيث وجدت فروق ذات دلالة عند مستوى (0.05) بين متوسطات درجات تلاميذ المجموعتين الضابطة و التجريبية لصالح المجموعة التجريبية في متغيرات الدراسة، كما أشارت (صفاء الأعسر، 1997) إلى أن تصميم نموذج مارزانو لإبعاد التعلم يتيح للمعلم إمكانية أن ينتقي من النموذج ما يناسبه فقد يرى الاكتفاء بالبعد الثالث الخاص بتعميق المعرفة وصقلها، أو البعد الرابع الخاص بالاستخدام ذي المعنى للمعرفة، وقد يرى الجمع بينهما، ويتوقف ذلك على ما يهدف إليه من استخدام النموذج ويتناسب مع طبيعة المناخ التعليمي.
ولما كان هناك إمكانية في التأكيد على استخدام أبعاد معينة دون أخرى في نموذج أبعاد التعلم لمارزانو؛ لذلك فقد رأى الباحث إمكانية استخدام نموذج أبعاد التعلم لمارزانو بصفة عامة مع التأكيد على البعدين الثالث والخامس بصفة خاصة لتنمية بعض عادات العقل.
مما سبق تتحدد مشكلة الدراسة في استقصاء فاعلية نموذج مارزانو لإبعاد التعلم في تنمية بعض العادات العقلية في مادة العلوم.
أولاً: نموذج أبعاد التعلم لمارزانو
Dimensions of Learning Model
قدم «روبرت مارزانو وآخرون» نموذجًا تعليميًا نما في ضوء نتائج بحوث التعلم المعرفي  وأطلق عليـــه «نموذج أبعاد التعلم Dimensions of Learning Model» ويستطيع أن يستخدمه المعلمون في مرحلة رياض الأطفال حتى نهاية المرحلة الثانوية، والهدف النهائي للنموذج أن يصبح التلاميذ لديهم القدرة على تطوير أنفسهم على نحو يجعلهم قادرين على الاستمرار في التعلم خلال حياتهم.
ويشير مارزانو وكاندل ((MarzanoKendal,1995 إلى أن التعلم يعد بمثابة نشاط مستمر يقوم به الفرد عندما يواجه مشكلة أو مهمة تمس، حياته فتولد لديه طاقة ذاتية تجعله مثابرًا في سبيل الوصول إلى حل هذه المشكلة وإنجاز تلك المهمة، وأن المتعلم يتوصل إلى المعارف و المعلومات من خلال بناء منظومة معرفية تنظم وتفسر خبراته من متغيرات العالم من حوله، وهذه المعرفة نفعية يستخدمها الفرد لتفسير ما يمر به من خبرات و مواقف حياتية.
وقد صنف (مارزانو و آخرون, 1999) أبعاد التعلم إلى خمسة أبعاد وهي :
البعد الأول: الاتجاهات والإدراكات الإيجابية نحو التعلم: Positive Attitudes andPerceptions Toward Learning
حيث يرى أن اتجاهات المتعلم وإدراكاته هي التي تكون كل خبرة من خبراته فبعض الاتجاهات تؤثر في التعلم بطريقة إيجابية والبعض الآخر يزيد من صعوبة التعلم، فقد وجدوا أن إدراك المتعلمين لقدراتهم على حل المسائل يعد عاملاً أوليًا وأساسيًا في أدائهم، وإذا أدرك التلاميذ أنهم ضعفاء في حل المسائل الرياضية فإن هذا الإدراك يتغلب على معظم العوامل الأخرى، بما في ذلك القدرات والمهارات الخاصة بالتعلم السابق(Silver & Marchal,1999).
وقد حدد مارزانو و زملاؤه (Marzano ,et al,1997) عاملين أساسيين يجب مراعاتهما في تنمية الاتجاهات و الإدراكات الإيجابية نحو التعلم وهما:
· مناخ التعلم Learning Climate  يؤثر المناخ الصفي على التلاميذ بشكل كبير، فإذا أتيح للتلاميذ مناخ صفي جيد – بما يتضمنه من معلم وأقران وفصل دراسي – فسوف تتكون لديهم اتجاهات إيجابية نحو عملية التعلم في إطار هذا المناخ.
· المهام الصفية: Classroom Tasks تعد اتجاهات التلاميذ في المهام الصفية ذات أهمية في إنجاز المهام التي كلفوا بتحقيقها وإنجازها، فإذا ما توفر لدى التلميذ اتجاهات إيجابية نحو المهام الصفية فسوف يتم إنجازها بشكل جيد.
وقد حدد مارزانو Marzano,1995)) مجموعة من الأداءات التي يجب على المعلم مراعاتها في تدريسه لتنمية الاتجاهات و الإدراكات الإيجابية نحو التعلم وهي:
- استخدام أساليب تجعل المهام التدريسية ذات قيمة وضرورية للتلاميذ.
- التخطيط الجيد لمناخ ومهام التدريس لتكون في مستوى فهم التلاميذ و في مجال اهتماماتهم.
- تقديم نموذج للتلاميذ يوضح كيفية إنجاز مهمة تعليمية كاملة.
- تقديم تغذية راجعة إيجابية للتلاميذ.
- توفير المصادر والوقت والأجهزة والإرشادات الضرورية لإنجاز المهمة.
- إتاحة الفرصة للتلاميذ لإكمال المهام الصفية مفتوحة النهاية.
ويشير مارزانو إلى أن استخدام استراتيجية التعلم التعاوني يؤدي إلى زيادة التقبل والتفاهم بين التلاميذ بعضهم مع بعض وتقبل وجهات النظر الأخرى، وتكوين علاقات شخصية بين التلاميذ، وهو ما يمكن أن يولد شعورا واتجاهًا إيجابيًا نحو الجماعة والعمل داخلها، وبالتالي سرعة إنجاز المهام المراد تحقيقها (Huot,1996).
البعد الثاني: اكتساب و تكامل المعرفة Acquisition and Integration ofKnowledge
يرى مارزانو وآخرون (1999) أن اكتساب المعرفة وتكاملها يتضمن استخدام ما نعرفه من قبل لكي نضفي معنى على المعلومات الجديدة، والتغلب على ما في المعلومات الجديدة من غموض، بحيث نستطيع استخدامها بسهولة ويسر نسبيًا، وأن هناك نوعين من المعرفة ينبغي على المتعلم أن يكتسبهما وهى كما بالجدول (1).
البعد الثالث: تعميق المعرفة و صقلها: Extending and Refining Knowledge
يعتقد مارزانو (Marzano,1997) أن التعليم الجيد يقتضى إثارة التساؤلات عن المعلومات والمهارات و إعادة صياغتها بشكل جديد، وأن هناك ثمانية أنواع من الأنشطة يمكن تفعيلها في الموقف التعليمي لمساعدة المتعلم على تعميق المعرفة و صقلها، وهى كما بالجدول (2).
البعد الرابع: الاستخدام ذو المعنى للمعرفة:Using Knowledge Meaningfully
إن اكتساب المتعلم للمعرفة وتعميقها ليس هدفًا في ذاته بل لابد من استخدام هذه المعرفة بصورة ذات معنى بالنسبة له عند قيامه ببعض المهام المرتبطة بحياته اليومية، وقد اقترح مارزانو بعض المهام التي يمكن من خلالها أن يقوم الفرد بالاستخدام ذي المعنى للمعرفة، و منها المهام الخمسة المبينة بالجدول(3).
ولقد اقترح مارزانو أن يستخدم المعلم استراتيجية المهام التعليمية لتدريب التلاميذ على الاستخدام ذي المعنى للمعرفة مع ضرورة أن تكون المهام التعليمية ذات بعد وظيفي لدى التلاميذ، بالإضافة إلى ضرورة مشاركة التلاميذ في بناء هذه المهام. (كأن يحدد الأسئلة  بالاشتراك مع المعلم ويسعى المعلم للحصول على إجابات عنها في الموضوعات التي يدرسها)، كما يؤكد مارزانو ضرورة مراعاة المعلم لبعض الأداءات التالية عند استخدامه هذه الاستراتيجية مثل:-  (مارزانو وآخرين،1999)
· تقديم وصف دقيق لخطوات أداء المهمة.
· إتاحة الفرصة للمتعلمين لإجراء التجارب والأنشطة في مجموعات متعاونة.
· مناقشة المتعلمين في مراحل المهمة و نتائجها.
· المساهمة في تعديل طرق تنفيذ المهمة وقت الضرورة.
· إتاحة الفرصة للمتعلمين لإجراء التجارب والأنشطة مرة أخرى، والتفكير في نتائجها.
البعد الخامس: عادات العقل المنتجة: Productive Habits of Mind
بالرغم من أهمية اكتساب التلاميذ للمعلومات، وتعميقها، واستخدامها بشكل ذي معنى، إلا أن اكتسابهم للعادات العقلية يعد هدفًا مهمًا لعملية التعلم، فهي تساعدهم على تعلم أية خبرة يحتاجونها في المستقبل.
ويعتقد مارزانو وآخرون (1999) أن عاداتنا العقلية تؤثر في كل شيء نعمله، والعادات العقلية الضعيفة تؤدي- عادة - إلى تعلم ضعيف بغض النظر عن مستوانا في المهارة أو القدرة، وأن أفضل الطرق التي يمكن استخدامها في اكتساب التلاميذ للعادات العقلية هو تهيئة المواقف، والأنشطة التعليمية التي تتطلب من التلاميذ ممارسة مهارات التفكير المختلفة للتوصل إلى المعلومات الجديدة التي يمكن توظيفها، واستخدامها في مواقف ومشكلات حياتية.
ومن خلال العرض السابق لنموذج مارزانو لأبعاد التعلم يمكن تحديد الأسس التي يقوم عليها تنظيم و تدريس المحتوى التعليمي وفقًا لهذا النموذج فيمايلي:
- عرض المفاهيم والأفكار الرئيسية للموضوع في البداية في صورة خرائط معرفية أو مخططات هرمية، أو صور، أو رسوم بحيث تبرز هذه الأفكار والمفاهيم بوضوح.
- صياغة مهام تعليمية وأنشطة تعليمية تقوم على تأكيد إيجابية المتعلم ومشاركته الفعالة في الموقف التعليمي لتحقيق الأهداف التعليمية المراد تحقيقه.
- تنوع الأنشطة التعليمية، لكي تتاح الفرصة لممارسة مهارات التفكير المختلفة، لتدريب التلاميذ على تعميق وصقل المفاهيم واكتساب العادات العقلية المطلوب التدريب عليها.
- تدريب التلاميذ في مواقف التعلم المختلفة على ممارسة العادات العقلية كاستخدام المعلومات السابقة في المواقف الجديد، والمثابرة، وعدم التهور، والاندفاع في إصدار الأحكام، واتخاذ القرارات، ومشاركة زملائه في التفكير التبادلي، والتساؤل والاستفسار عن المعلومات غير المعروفة لديه.
- عرض مواقف خاصة بالمتعلم مرتبطة بطبيعة مجتمعة، وحياته، ومشكلاته الدراسية، حيث تعتبر المشكلات الاجتماعية والشخصية أداة مهمة من الأدوات الأساسية في تنمية، وتعزيز العادات العقلية، خاصة تلك العادات المرتبطة بالحاجات العامة مثل الحاجة للأمان والتوافق الاجتماعي.
- استخدام نموذج أبعاد التعلم لمارزانو بأبعاده الخمس بصفة عامة، والتأكيد على البعد الثالث الخاص بتعميق المعرفة وتدقيقها للوصول إلى نهايات ونتائج جديدة، وذلك من خـلال تدريبه على أنشطة عقلية مختلفة مثل المقارنة، والتصنيف، وتحليل الأخطاء، والاستقراء، والاستنباط، وتحليل الرؤية، والتجريد، وكذلك التأكيد على البعد الخامس (العادات العقلية المنتجة)، من خلال التدريب على المقابلة بين الاختيارات البديلة، والتنبؤ بالنتائج والاستنتاج، وترتيب الأولويات؛ حيث يعتقد الباحث أن التركيز على هذين البعدين من نموذج مارزانو في التدريس، قد يفيد في تنمية الاستيعاب المفاهيمى والعادات العقلية.
وفي إطار الاهتمام بنموذج أبعاد التعلم مارزانو فقد أجريت دراسات قليلة – في حدود علم الباحث – استهدفت اختبار نموذج مارزانو واستخدامه في التدريس، ومن هذه الدراسات دراسة تارلتون (Tarleton,1992) والتي أكدت أن المجموعة التجريبية التي درست باستخدام نموذج أبعاد التعلم حققت تقدمًا في تعلم مهارات التفكير،بينما أكدت دراسة دوجارى((Dujari,1995 عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى 05و0 في تحصيل العلوم بين أداء المجموعتين التجريبية والضابطة،ودراسة (خالد الباز،2001) أكدت فعالية نموذج مارزانو لأبعاد التعلم في تدريس الكيمياء في تنمية التحصيل، والتفكير المركب،والاتجاه نحو المادة لدى طلاب الصف الأول الثانوي بالبحرين، كما أكدت نتائج دراسة هانت وبيل(Hant&Bell,2002) وجود فروق ذات الأبعاد ذات دلالة إحصائية بين مجموعتي البحث في التحصيل والاتجاه نحو المادة العلمية لصالح المجموعة التجريبية التي درست محتوى منظم بنموذج أبعاد التعلم الخمسة ودراسة (إبراهيم البعلى،2003) أكدت فعالية نموذج مارزانو أبعاد التعلم في تدريس العلوم في التحصيل، وتنمية بعض عمليات العلم لدى تلاميذ الصف الثاني الإعدادي، وجاءت نتائج دراسة (أسامة جبريل، 2003) تؤكد فاعلية نموذج أبعاد التعلم في تنمية بعض مهارات التفكير مثل (الاستنباط، والاستقراء، وتقديم الأدلة، وتحليل المنظور، وتحليل الأخطاء، والمقارنة، والتصنيف) من خلال تدريس وحدة تعليمية تم تخطيطها في ضوء الأبعاد الثلاث الأولى من نموذج أبعاد التعلم في تدريس العلوم لدى تلاميذ الصف الأول الإعدادي، كما أكدت دراسة (شيماء الحارون، 2003)  فاعلية نموذج أبعاد التعلم في تنمية مهارات ما وراء المعرفة والتحصيل في مادة الأحياء لدى طالبات الصف الأول الثانوي، كما أسفرت نتائج دراسة (شرين العراقي،2004) فاعلية الأنشطة العلمية القائمة على نموذج أبعاد التعلم لمارزانو في تنمية مهارات التفكير لدى أطفال مرحلة رياض الأطفال، كما أكدت نتائج دراسة (محمد عبدالكريم حسانين،2006) فاعلية برنامج معد وفق نموذج أبعاد التعلم في تنمية المفاهيم الفيزيائية ومهارات التفكير المركب والاتجاه نحو تعلم الفيزياء لدى طلاب الصف الأول من المرحلة الثانوية، كما تتفق مع نتائج الدراسات السابقة نتائج دراسة (أماني الحصان،2007) والتي أكدت فاعلية نموذج أبعاد التعلم في تنمية مهارات التفكير والاستيعاب المفاهيمى في العلوم والإدركات نحو البيئة الصفية لدى تلاميذ الصف المرحلة الابتدائية.
ومن مراجعة نتائج الدراسات السابقة يتضح أن هناك تضاربًا وتعارضًا في نتائج بعض هذه الدراسات التي اختبرت فاعلية نموذج أبعاد التعلم على بعض المتغيرات التابعة، التي توصل إليها الباحثون من تطبيقهم لهذا النموذج فقد أوضحت دراسة (خالد الباز،2001) و دراسة (أسامة عبداللطيف،2003) ودراسة (إبراهيم البعلى،2003) ودراسة شيماء الحار ونى،2003) و(شيرين العراقي،2004) ودراسة (أماني الحصان،2007) فاعلية نموذج أبعاد التعلم في تنمية جوانب مختلفة من التفكير المركب و ما وراء المعرفة وعمليات العلم إضافة إلى التحصيل، بينما أشارت نتائج دراسة (Dujari,1995) إلى عدم وجود فروق دالة عند مستوى(05و0) بين تحصيل طلاب المجموعتين الضابطة والتجريبية، وأشارت دراسة (Tarleton,1992) إلى أنه في بعض الحالات لم تكن هناك فروق دالة إحصائيًا بين المجموعتين الضابطة والتجريبية، كما أوضحت دراسة أبثورب(Apthorp,2000) أن المعلمين لا يتجاوزون عادة البعد الأول عند التخطيط للدرس، وبشكل أقل بعد مهارات البعد الخامس، وبالتالي فالميدان بحاجة إلى مزيد من الدراسات التي تدعم النموذج أو تدحضه، وتدريب المعلمين على استخدام أبعاده إذا ما ثبتت جدواه.
ثانيًا: العادات العقلية
Habits of Mind
تعتبر العادات العقلية من المتغيرات المهمة التي لها علاقة بالأداء الأكاديمى لدى التلاميذ في مرحل التعليم المختلفة، لذلك أكدت العديد من الدراسات مع بداية القرن الحادي والعشرين أهمية تعليم العادات العقلية، وتقويتها، ومناقشتها مع التلاميذ، والتفكير فيها، وتقويمها، وتقديم التعزيز اللازم للتلاميذ من أجل تشجيعهم على التمسك بها، حتى تصبح جزءًا من ذاتهم وبنيتهم العقلية (يوسف قطامي ،2007).
مفهوم العادات العقلية:
تعددت تعريفات العادات العقلية بتعدد وجهات النظر، والاتجاهات التي تناولته، وقد قسمها الباحث إلى عدة تقسيمات وفقا لمن جاءوا بها،كي يخلص بتعريف محدد للعادات العقلية في هذا البحث:
· الاتجاه الأول: يرى أن العادات العقلية نمط من السلوكيات الذكية يقود المتعلم إلى أفعال، وهي تتكون نتيجة لاستجابة الفرد إلى أنماط معينة من المشكلات، والتساؤلات شريطة أن تكون حلول المشكلات أو إجابات التساؤلات بحاجة إلى تفكير، وبحث، و تأمل (Perkins ,2001)، يتفق هذا التعريف مع مقولة المربي الأمريكي هوريس مان (1796-1859) بأن العادات العقلية عبارة عن (حبل غليظ نضيف إليه كل يوم خيطًا وفي النهاية لا يمكننا أن نقطعه، وأن التوجه نحو العادات العقلية يتوقف على الاعتقاد بأهمية العادات، والاعتقاد بأنها يمكن أن تكون في قبضة الذهن، والاعتقاد بأن الإنسان يستطيع إنجاز ما يتعلق بأهدافه) (يوسف قطامي،2004).
·الاتجاه الثاني: يرى أن العادات العقلية تركيبة، تتضمن صنع اختيارات حول أي الأنماط للعمليات الذهنية التي ينبغي استخدامها في وقت معين، عند مواجهة مشكلة ما أو خبرة جديدة، تتطلب مستوى عاليا من المهارات لاستخدام العمليات الذهنية بصورة فاعلة، وتنفيذها، والمحافظة عليها. (Feuerstein & Ennis,1999) ويتفق مع هذا الاتجاه في التعريف كوستا وكاليك حيث يعرفان العادات العقلية بأنها : القدرة على التنبؤ من خلال التلميحات السياقية بالوقت المناسب لاستخدام النمط الأفضل، والأكفأ من العمليات الذهنية من غيره من الأنماط عند حل مشكلة، أو مواجهة خبرة جديدة، وتقييم الفرد لفاعلية استخدامه لهذا النمط من العمليات الذهنية دون غيره أو قدرته على تعديله و التقدم به نحو تصنيفات مستقلة (Costa & Kallick,2000).
· الاتجاه الثالث: يرى أن العادات العقلية هي الموقف الذي يتخذه الفرد بناء على مبدأ أو قيم معينة، حيث يرى الشخص أن تطبيق هذا الموقف مفيد أكثر من غيره من الأنماط، ويتطلب ذلك مستوى من المهارة في تطبيق السلوك بفاعلية و المداومة عليه، ومن هذا التعريف يتضح أن العادات العقلية تؤكد الأسلوب الذي ينتج به المتعلمون المعرفة، وليس على استذكارهم لها أو إعادة إنتاجها على نمط سابق (يوسف قطامي، وأميمة عمور،2005).
ومن خلال استقصاء الباحث، وفهمه للتعريفات السابقة، توصل إلى التعريف التالي للعادات العقلية: (اتجاه عقلي لدى الفرد يعطي سمة واضحة لنمط سلوكياته، ويقوم هذا الاتجاه على استخدام الفرد للخبرات السابقة والاستفادة منها للوصول إلى تحقيق الهدف المطلوب).
تصنيف العادات العقلية:
كانت عادات العقل محط اهتمام وتركيز علماء النفس المعرفي، حيث ظهر ذلك خلال الدراسات والأبحاث، التي قام بها عدد من الباحثين التربويين ، فقد قام هايرل      (Hyerle,1999) بتقسيم العادات العقلية إلى ثلاثة أقسام رئيسة، يتفرع منها عدد من العادات العقلية الفرعية على النحو التالي (خرائط التفكير، ويتفرع منها مهارة طرح الأسئلة، والمهارات العاطفية، ومهارة ما وراء المعرفة- العصف الذهني ويتفرع منها العادات التالية، الإبداع، والمرونة، وحب الاستطلاع وتوسيع الخبرة- منظمات الرسوم، ويتفرع منها العادات العقلية التالية المثابرة،و التنظيم، الضبط،والدقة)، أما دانيالDaniels,1994)) فقد قسم العادات العقلية إلى أربعة أقسام، هي (الانفتاح العقلي، والعدالة العقلية، والاستقلال العقلي، والميل إلى الاستفسار أو الاتجاه النقدي)، وقد صنف مارزانو وآخرون(Marzano et.al , 2003) مكونات البعد الخامس (عادات العقل المنتج) إلى (منفتح العقل، وعلى وعي بتفكيرك، وتقوم فاعلية أفعالك، وتدفع حدود معرفتك وقدراتك وتوسعها، وتندمج على نحو مكثف في مهام حتى حين تكون الإجابات أو الحلول غير واضحة على نحو مباشر)، وتوصل باول و آخرون( Paul et al,2000) إلى تحديد عدد من العادات العقلية تميز ذا الخبرة (السعي للدقة، ورؤية المواقف بطريقة غير تقليدية،و الحساسية للتغذية الراجعة، والمثابرة، وتجنب الاندفاعية)، وقدم كوستا كاليك Costa & Kallick,2000 قائمة بست عشرة عادة للعقل وهذه القائمة هي (المثابرة، والتحكم بالتهور، والإصغاء بتفهم، والتفكير بمرونة، والتفكير حول التفكير، والكفاح من أجل الدقة، والتساؤل وطرح المشكلات، وتطبيق المعارف الماضية على المواقف الجديدة، والتفكير والتوصيل بوضوح ودقة، وجمع البيانات باستخدام الحواس الخمس، والاستعداد الدائم والمستمر للتعلم، والتفكير التبادلي، والإقدام على مخاطر مسئولة القدرة، والتفكير الإبداعي، الاستجابة بدهشة ورهبة، وإيجاد الدعابة).الجدول رقم (4).
ويلاحظ أنه رغم الاختلاف في مراتب ومسميات و إعداد القوائم الخاصة بالعادات العقلية إلا أنها متشابهة في مضمونها إلى حد كبير ، فهي تؤكد حب الاستطلاع، و المرونة في التفكير، والمثابرة والتصرف المنطقي،و الإقدام وصنع القرارات، كما أنه من الخصائص البارزة لجميع القوائم احترام الإنسان وقدرته على صنع اختباراته بعد الحصول على المعطيات وعلى توجيه سلوكه الفكري.
الأهمية التربوية للعادات العقلية ودور تدريس العلوم في تنميتها:
يعد تنمية العادات العقلية هدفًا رئيسًا من أهداف التربية وتدريس العلوم، فقد أكد مشروع تعليم العلوم لكل الأمريكيين اثنتي عشرة عادة عقلية ينبغي أن يؤكد تدريس العلوم تنميتها و زرعها في نفوس المتعلمين في أثناء تدريس العلوم (AAAS,Project2061,1995)كما حدد منهاج ولاية نيوجرسي الأمريكية ستة أهداف تربوية في مجال العادات العقلية التي ينبغي تحقيقها عند جميع التلاميذ(Elias ,et al,1997).
و لأن العادات العقلية أحد أهداف تدريس العلوم، لذا ينبغي تنميتها لدى المتعلم طوال حياته، حتى يتعود على ممارسة العادات العقلية في التعامل مع الأمور المختلفة في الحياة اليومية، فلا يتأثر بكل ما يقال أو يثار- خاصة في عصر العولمة-، فأحد الملامح المؤهلة لدخول هذا العصر، هو ضرورة ممارسة العادات العقلية للتعامل مع المتناقضات في القضايا الفكرية، والعلمية، و الأخلاقية في المجتمع، ويؤكد تيشمان Tishman,2000)) أن تعلم العادات العقلية يرجع إلى الأسباب الأربعة التالية:-
· تنظر عادات العقل إلى الذكاء نظرة تركز على الشخصية وتؤكد المواقف والعادات وصفات الشخصية إضافة إلى المهارات المعرفية.
· تشتمل العادات على نظرة إلى التفكير والتعلم تضم عددًا من الأدوار المختلفة التي تؤديها العواطف في التفكير الجيد.
· تعترف عادات العقل بأهمية الحساسية التي تشكل سمة رئيسة من سمات السلوك الذكي مع أنها لا تحظى كثيرًا بما تستحقه من اهتمام.
· تشكل عادات العقل مجموعة من السلوكيات الفكرية التي تدعم الفكر النقدي و الإبداعى ضمن المواضيع المدرسية و عبرها وما بعدها.
يرى كوستا وليوري
Costa&Lowery,1991 أن تنمية العادات العقلية ضرورة تربوية قد يصعب استخدامها بصورة تلقائية إذا لم يتدرب عليها، فبعض التلاميذ يأتون من بيوت أو صفوف أو مدارس لا قيمة فيها لعادات العقل، وقد يشعر مثل هؤلاء التلاميذ بالفراغ، وربما يقاومون دعوات المعلم لاستخدام العادات العقلية، كما يؤكد باير( Beyer,2003) أن العادات العقلية يجب أن يمارسها المتعلم مرارًا و تكرارًا، حتى تصبح جزءًا من طبيعته، وأن أفضل طريقة لاكتساب وتنمية هذه العادات هي تقديمها إلى التلاميذ، وممارستهم لها في مهمات تمهيدية بسيطة، ثم تطبيقها على مواقف أكثر تعقيدًا.
ويرى مارزانو وآخرون(1999) أنه يمكن استخدام مجموعة من الخطوات، والإجراءات، والاستراتيجيات في مساعدة التلاميذ على اكتساب العادات العقلية في أثناء تدريس المقررات الدراسية المختلفة على أن يتم تعزيزها بصورة مباشرة وصريحة.
ومما سبق يتضح أنه يمكن استخدام الإجراءات التدريسية التالية في تنمية العادات العقلية (استخدام مواقف وأحداث مرت على بعض الشخصيات وعرضها على التلاميذ، واستخدام القصص المعبرة عن حياة الشخصيات العلمية، والاجتماعية في المجتمع، وعرض المشكلات الاجتماعية التي تمس حياة المتعلم،وطرح الأسئلة، والمناقشات بمخلف صورها الثنائية والجماعية)، ومن الدراسات التي اهتمت بالعادات العقلية دراسة دانيال Daniel,1994 التي بينت أن اكتساب الخبرات التعليمية يتوقف على ممارسة العادات العقلية والإلمام بها، أما دراسة باير (Beyer,1991) فقد أكدت أن استخدام التعبيرات المعرفية للعادات العقلية مع ممارسة العمليات المعرفية تصبح هذه التعبيرات جزءًا من ذواتهم فيمارسونها كجزء من حياتهم الشخصية، ودراسة دايمر (Dimmer,1993) أكدت تأثير الطرائف العلمية عن العادات العقلية للعلماء في تنمية التفكير الإبداعى و حل المشكلات، أما دراسة جولدنبرج (Goldenper,1996) فقامت باستقصاء العادات العقلية المنظمة للمنهج، وتأثير تدريس العادات العقلية كمنظم متقدم في تنمية مهارات التفكير، واكتساب المحتوى، بينما أكدت دراسة بيركنز و تيشمان(Perkins & Tishman,1997) فعالية تدريس القصص و الحكايات في تشجيع التلاميذ على ممارسة العادات العقلية،كما يضيف باركس(Perkins,1999) أن التلاميذ يكتسبون عاداتهم العقلية عندما يجبرون أو يوضعون في مواقف تجبرهم على طرح التساؤلات والاستجابة للتحديات، والبحث عن حلول للمشكلات التي تواجههم، وتفسير الأفكار، وتقديم التبريرات المنطقية والبحث عن المعلومات وأما دراسة (سميلة الصباغ وآخرون،2006) فأكدت توافر العديد من العادات العقلية بين الطلاب المتفوقين في الأردن و السعودية، إضافة إلى وجود فروق بين مستوى العادات العقلية بين الطلاب في السعودية والأردن لصالح الطلاب في السعودية.
الملخص:
· إن التدريس بنموذج أبعاد التعلم لمارزانو يؤكد فاعلية المتعلم داخل الموقف التعليمي من خلال المشاركة في الأنشطة، والتعاون في التفكير، المثابرة على الوصول إلى حلول للأنشطة، وتنفيذ التجارب، وهذه السلوكيات تساهم في تنمية واستيعاب المفاهيم كما تؤثر وبصورة إيجابية في تنمية عاداته العقلية.
· لما كانت تنمية العادات العقلية من خلال التدريس بنموذج مارزانو لأبعاد التعلم  تتطلب إعادة تنظيم محتوى، وأنشطة كتاب العلوم فالدراسة الحالية توصي بإعادة النظر في تخطيط وتنظيم محتوى كتب العلوم في المراحل المختلفة لتضمين أنشطة و مهام تعليمية لتنمية العادات العقلية.
· لما كانت نتائج الدراسة قد أظهرت فعالية نموذج مارزانو في تنمية بعض العادات العقلية فإن الدراسة توصي بتدريب التلاميذ على عادات عقلية أخرى مرتبطة بمادة العلوم في مراحل التعليم المختلفة.

استاذة // ناهد عزيز 
                                                                                                                                   
              المقدمة:
هل فكرت يوما بأن لكل منا طريقته و عاداته في التفكير التي تحدد و تشكل سلوكه النهائي دون وعي منه؟؟.
هل لاحظت أنك تلجأ لطرائق معينة و أساليب - شبه ثابتة - للتصرف حيال المواقف التي تتعرض لها ؟ .. أتعرف ما هذا الذي تعتمد عليه في التعامل مع المواقف المختلفة ؟ .. إنه عادات العقل ..
العقل هو المحرك الأساسي للإنسان؛ و للعقل عاداته التي يتصرف بها مع المعطيات التي تقدم لهأي المواقف التي يتعرض لهاو تتحرك بهذه العادات في حياتك و تجابه بها كل المواقف. و لذا كان الاهتمام بتشكيل عادات عقلية تساعدك في التجاوب الأفضل مع المواقف عامة و تلك التي لم نألفها من قبل خاصة ..
ترى ما هي العادات التي صنعت نجاح الناجحين ؛ ما هو جوهر تفكيرهم ؛ بل جوهر طريقة تفكيرهم .. هذا ما سنقدمه في هذا الملف عن عادات العقل ..
ما هي عادات العقل ؟
تظهر الأبحاث و الدراسات أن الأشخاص الناجحين في كل مناحي الحياة يظهرون خصائصا و توجهات معينة.. تتمثل في خصائص عقلية cognitive " معرفية " و شخصية character traits .
و هذه الخصائص هي التي " قدمها المربيان الشهيران آرثر كوستا وبنيا كاليك Costa and Kallick " و أطلقا عليها " عادات العقل Habits of Mind1 .
فعادات العقل تمثل أنماطا من التفكير و التصرف بطرق ذكية عند مواجهة المشكلات و الأزمات في الحياة. و هي العادات التي عكف عليها المربون ليزودوا بها الكبار و الصغار ليصبحوا أكفأ في حل المشكلات؛ وإتخاذ القرارات و التواصل مع المجتمع المتنوع diversity ؛ إضافة لتعلم كيفية العيش بنجاح مع التغير السريع الذي نعيشه . و تحقق هذه العادات النجاح في العمل؛ والدراسة؛ والحياة ..
الإجابات لم تعد ضرورة
وأهم ما تحدثه عادات العقل هو التحول من الإجابة عن الاسئلة؛ لكيفية التصرف عندما لا تعرف الإجابة".وأن يكون لديك الميل للسلوك الذكي عند مواجهة المشكلات؛والإجابات غير المعروفة حالا لأي من (المعضلات؛ المآزق؛ الألغاز؛ الشكوك و الأمور المحيرة غير المتفق عليها) .


عادةمن عادات  العقل وتشمل                                                 عشرة الآن ست حتى
وهذه العادات هي:
1- المثابرة Persisting
2- مقاومة الاندفاع Managing Impulsivity
3- الإصغاء بتفهم وتعاطف Listening With Understanding and Empathy
4- التفكير بمرونة Thinking Flexibly
5- التفكير في التفكير Thinking About Thinking (Metacognition)
6- تحري الدقة و التحديد Striving For Accuracy and Precision
7- التساؤل وطرح المشكلات Questioning and Posing Problem
8- تطبيق المعارف الماضية في مواقف جديدةApplying Past Knowledge to New Situations
9- التفكير و التواصل بوضوح و دقة Thinking and Communicating with Clarity and Precision
10- جمع المعلومات خلال كل الحواسGathering Data through All Senses
11- الإبداع ؛ التخيل ؛ الإبتكار Creating, Imagining, and Innovating
12- الاستجابة بدهشة و تعجب Responding with Wonderment and Awe
13- الإقدام على المخاطر المحسوبة Taking Responsible Risk
14- إيجاد الدعابة Finding Humor
15- التفكير التبادلي Thinking Interdependently
16- البقاء منفتحا للتعلم المستمر Remaining Open to Continuous Learning
تلعب هذه العادات دورا حاسما في النجاح في الحياة الشخصية؛ والمهنية؛ والدراسية والزواجية، وتشكل طريقتنا في التعامل مع أدوار الحياة المختلفة التي نقوم بها.. فأي ما كان الدور الذي تلعبه في الحياة: طالب؛ مهني؛ زوج؛ أب.... ستساعدك عادات العقل التي تشكل السلوكيات الذكية معينا لك لتؤدى أداءا أفضل في كل من هذه المساحات و الأدوار. و هو ما يحفزنا لأن نعمل جاهدين على اكتسابها و التمكن منها لتصبح فعليا"عادة " تتحرك معنا في كل مساحات الحياة دون وعي منا.
إن تأثيرات عادات العقل ليست فورية وإنما تأخذ وقتا طويلا، وتنمو بالمران والممارسة والاستمرار لتغدو في نهاية المطاف تلقائية حيث تندمج الخيوط المفردة "السلوكيات اليومية " لتشكل حبلا قويا "العادة " ..
مفهوم العادات العقلية:
 تعددت تعريفات العادات العقلية بتعدد وجهات النظر، والاتجاهات التي تناولته، وقد قسمها الباحث إلى عدة تقسيمات وفقا لمن جاءوا بها،كي يخلص بتعريف محدد للعادات العقلية في هذا البحث:
· الاتجاه الأول: يرى أن العادات العقلية نمط من السلوكيات الذكية يقود المتعلم إلى أفعال، وهي تتكون نتيجة لاستجابة الفرد إلى أنماط معينة من المشكلات، والتساؤلات شريطة أن تكون حلول المشكلات أو إجابات التساؤلات بحاجة إلى تفكير، وبحث، و تأمل (Perkins ,2001)، يتفق هذا التعريف مع مقولة المربي الأمريكي هوريس مان (1796-1859) بأن العادات العقلية عبارة عن (حبل غليظ نضيف إليه كل يوم خيطًا وفي النهاية لا يمكننا أن نقطعه، وأن التوجه نحو العادات العقلية يتوقف على الاعتقاد بأهمية العادات، والاعتقاد بأنها يمكن أن تكون في قبضة الذهن، والاعتقاد بأن الإنسان يستطيع إنجاز ما يتعلق بأهدافه) (يوسف قطامي،2004).
·الاتجاه الثاني: يرى أن العادات العقلية تركيبة، تتضمن صنع اختيارات حول أي الأنماط للعمليات الذهنية التي ينبغي استخدامها في وقت معين، عند مواجهة مشكلة ما أو خبرة جديدة، تتطلب مستوى عاليا من المهارات لاستخدام العمليات الذهنية بصورة فاعلة، وتنفيذها، والمحافظة عليها. (Feuerstein & Ennis,1999) ويتفق مع هذا الاتجاه في التعريف كوستا وكاليك حيث يعرفان العادات العقلية بأنها : القدرة على التنبؤ من خلال التلميحات السياقية بالوقت المناسب لاستخدام النمط الأفضل، والأكفأ من العمليات الذهنية من غيره من الأنماط عند حل مشكلة، أو مواجهة خبرة جديدة، وتقييم الفرد لفاعلية استخدامه لهذا النمط من العمليات الذهنية دون غيره أو قدرته على تعديله و التقدم به نحو تصنيفات مستقلة (Costa & Kallick,2000).
· الاتجاه الثالث: يرى أن العادات العقلية هي الموقف الذي يتخذه الفرد بناء على مبدأ أو قيم معينة، حيث يرى الشخص أن تطبيق هذا الموقف مفيد أكثر من غيره من الأنماط، ويتطلب ذلك مستوى من المهارة في تطبيق السلوك بفاعلية و المداومة عليه، ومن هذا التعريف يتضح أن العادات العقلية تؤكد الأسلوب الذي ينتج به المتعلمون المعرفة، وليس على استذكارهم لها أو إعادة إنتاجها على نمط سابق (يوسف قطامي، وأميمة عمور،2005).   
ومن خلال استقصاء الباحث، وفهمه للتعريفات السابقة، توصل إلى التعريف التالي للعادات العقلية: (اتجاه عقلي لدى الفرد يعطي سمة واضحة لنمط سلوكياته، ويقوم هذا الاتجاه على استخدام الفرد للخبرات السابقة والاستفادة منها للوصول إلى تحقيق الهدف المطلوب). 
تصنيف العادات العقلية:
 كانت عادات العقل محط اهتمام وتركيز علماء النفس المعرفي، حيث ظهر ذلك خلال الدراسات والأبحاث، التي قام بها عدد من الباحثين التربويين ، فقد قام هايرل      (Hyerle,1999) بتقسيم العادات العقلية إلى ثلاثة أقسام رئيسة، يتفرع منها عدد من العادات العقلية الفرعية على النحو التالي (خرائط التفكير، ويتفرع منها مهارة طرح الأسئلة، والمهارات العاطفية، ومهارة ما وراء المعرفة- العصف الذهني ويتفرع منها العادات التالية، الإبداع، والمرونة، وحب الاستطلاع وتوسيع الخبرة- منظمات الرسوم، ويتفرع منها العادات العقلية التالية المثابرة،و التنظيم، الضبط،والدقة)، أما دانيال Daniels,1994)) فقد قسم العادات العقلية إلى أربعة أقسام، هي (الانفتاح العقلي، والعدالة العقلية، والاستقلال العقلي، والميل إلى الاستفسار أو الاتجاه النقدي)، وقد صنف مارزانو وآخرون(Marzano et.al , 2003) مكونات البعد الخامس (عادات العقل المنتج) إلى (منفتح العقل، وعلى وعي بتفكيرك، وتقوم فاعلية أفعالك، وتدفع حدود معرفتك وقدراتك وتوسعها، وتندمج على نحو مكثف في مهام حتى حين تكون الإجابات أو الحلول غير واضحة على نحو مباشر)، وتوصل باول و آخرون( Paul et al,2000) إلى تحديد عدد من العادات العقلية تميز ذا الخبرة (السعي للدقة، ورؤية المواقف بطريقة غير تقليدية،و الحساسية للتغذية الراجعة، والمثابرة، وتجنب الاندفاعية)، وقدم كوستا كاليك Costa & Kallick,2000 قائمة بست عشرة عادة للعقل وهذه القائمة هي (المثابرة، والتحكم بالتهور، والإصغاء بتفهم، والتفكير بمرونة، والتفكير حول التفكير، والكفاح من أجل الدقة، والتساؤل وطرح المشكلات، وتطبيق المعارف الماضية على المواقف الجديدة، والتفكير والتوصيل بوضوح ودقة، وجمع البيانات باستخدام الحواس الخمس، والاستعداد الدائم والمستمر للتعلم، والتفكير التبادلي، والإقدام على مخاطر مسئولة القدرة، والتفكير الإبداعي، الاستجابة بدهشة ورهبة، وإيجاد الدعابة).الجدول رقم (4).
ويلاحظ أنه رغم الاختلاف في مراتب ومسميات و إعداد القوائم الخاصة بالعادات العقلية إلا أنها متشابهة في مضمونها إلى حد كبير ، فهي تؤكد حب الاستطلاع، و المرونة في التفكير، والمثابرة والتصرف المنطقي،و الإقدام وصنع القرارات، كما أنه من الخصائص البارزة لجميع القوائم احترام الإنسان وقدرته على صنع اختباراته بعد الحصول على المعطيات وعلى توجيه سلوكه الفكري.
الأهمية التربوية للعادات العقلية ودور تدريس العلوم في تنميتها:
 يعد تنمية العادات العقلية هدفًا رئيسًا من أهداف التربية وتدريس العلوم، فقد أكد مشروع تعليم العلوم لكل الأمريكيين اثنتي عشرة عادة عقلية ينبغي أن يؤكد تدريس العلوم تنميتها و زرعها في نفوس المتعلمين في أثناء تدريس العلوم (AAAS,Project2061,1995)كما حدد منهاج ولاية نيوجرسي الأمريكية ستة أهداف تربوية في مجال العادات العقلية التي ينبغي تحقيقها عند جميع التلاميذ(Elias ,et al,1997).
و لأن العادات العقلية أحد أهداف تدريس العلوم، لذا ينبغي تنميتها لدى المتعلم طوال حياته، حتى يتعود على ممارسة العادات العقلية في التعامل مع الأمور المختلفة في الحياة اليومية، فلا يتأثر بكل ما يقال أو يثار- خاصة في عصر العولمة-، فأحد الملامح المؤهلة لدخول هذا العصر، هو ضرورة ممارسة العادات العقلية للتعامل مع المتناقضات في القضايا الفكرية، والعلمية، و الأخلاقية في المجتمع، ويؤكد تيشمان Tishman,2000)) أن تعلم العادات العقلية يرجع إلى الأسباب الأربعة التالية:-
· تنظر عادات العقل إلى الذكاء نظرة تركز على الشخصية وتؤكد المواقف والعادات وصفات الشخصية إضافة إلى المهارات المعرفية.
· تشتمل العادات على نظرة إلى التفكير والتعلم تضم عددًا من الأدوار المختلفة التي تؤديها العواطف في التفكير الجيد.
· تعترف عادات العقل بأهمية الحساسية التي تشكل سمة رئيسة من سمات السلوك الذكي مع أنها لا تحظى كثيرًا بما تستحقه من اهتمام.
· تشكل عادات العقل مجموعة من السلوكيات الفكرية التي تدعم الفكر النقدي و الإبداعى ضمن المواضيع المدرسية و عبرها وما بعدها.
ما دور المعلم في تنمية عادات العقل

أن تنمية الثروة البشرية المتميزة تتطلب بذل الجهد في تدريب المعلمين على ممارسة تنمية مهارات التفكير مما يوفر بيئة تعليمية تيسر الابداع وتثري المواهب المتنوعةفنجاح عملية التعليم تعتمد على المعلم الجيد الذي يحترم التفكير ويرى انه هام لحل المشكلات واتخاذ القرارات واصدار الاحكام‚ كما ان تنمية الثروة البشرية الغضة لبناتنا وابنائنا المتعلمين تعتمد ايضا على وضوح الاهداف لدى المعلم الذي يحاول دائما ان يتحقق من بلوغه لهذه الاهداف وقدرته على التعديل والتعامل بمرونة مع المتغيرات نظرا لوجود العديد من البدائل والحلول التي يختارها وفقا لمحكات ودلائل تؤيد قراره
وتضيف د‚ نورة المنصور: ان هذا النموذج من التعليم يمكن ان يوجه المدرسين نحو ايجاد مناخ ييسر ويدعم خصائص التفكير الجيد الذي ينبغي ان تسعى إليه المؤسسات التربوية لتتواءم مع التحديات المتجددة التي يتطلب مواجهتها تعديلا في نموذج المدرسة حتى تتواءم مع متطلبات التغيير
أستاذة // تغريد
أسلوب دمج المهارات والعمليات والعادات العقلية في المناهج التعليمية نبذة عن نموذج سوام من مؤلفه( swom ) :
يحتل البحث العلمي مكانة عالية وأهمية كبيرة في جميع المجالات عامة ومجال التربية بصفة خاصة ، حيث إنه يقود إلى تطوير النظريات والأدوات العملية التي تساعد في تطوير عملية التعلم والتعليم. فالبحث التربوي والتطبيق الميداني لبنتان أساسيتان لتطوير بناء التعليم، فلا يستقيم هذا البناء بنظريات لا يمكن أن تطبق في الحجرة الصفية بطريقة ميسرة، كما لا تصح الممارسات التعليمية دون أن يكون هناك أساس علمي لها، ولهذا فإن رقي أي نظام تعليمي يجب أن يستند على التأصيل العلمي ويؤسس على آخر ما توصل إليه العقل البشري من نظريات وبرامج ونماذج وأطر تعليمية تربوية، حيث تترجم النظريات إلى برامج عملية ونماذج تشرح للمعلم ماذا وكيف يعلم، وتبين للمتعلم كيف يتعلم. ومراعاة لهذا الأصل العظيم فقد مضى علينا سنوات طويلة، تقترب من العقد، نطوي الليل مع النهار ندرس ما قدمه الآخرون في شتى بقاع العالم، من أبحاث لفهم كيف يحدث التعلم، وحلول لمشكلات التعليم، وأعمال لتحسين عملية التعلم والتعليم، لنؤسس نموذجا تعليميا، هدفه تطوير الممارسات التعليمية وبناء العقول، لنصل إلى غاية عظيمة، ألا وهي إنشاء جيل صالح من المتعلمين قادر على حمل راية التقدم والرقي والأخذ بكل أسباب البناء العصري من علم وبحث وتكنولوجيا بعقل مستنير وقلب ذي عزيمة وهمة عالية وتطلع وثاب، ذاتي التعلم، يدفع بنفسه للتعلم مدى الحياة، وقد أطلقنا عيه اسم سوام. والنموذج يقدم حلولا مثلى لبناء التعلم والتعليم يقوم على تلك الثروة الغنية سواء في جانب التنظير العلمي أو الممارسات العملية القائمة على أسس علمية. وقد طبقناه وجربناه بشكل عملي وكانت النتائج باهرة.
إن نموذج SWOM منظومة تعليمية، وبرنامج عملي، ألّف وفق منظور ينطلق من عقيدتنا ومبادئنا وقيمنا وديننا الحنيف، إذ أن أصله ثابت وجذره الإيمان بالله والغيب واليوم الآخر، ويعترف بعاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية الأصيلة، ويراعي متطلبات بيئتنا، وينفتح على ما قدمه الآخرون من علم وحكمة وخبرة. وسميناه "النموذج الأمثل الشامل كل المدرسة" ، لأنه يقدم برنامجا تطويريا يشمل كل جوانب صناعة الإنسان المتعلم الناجح، ينهض بجميع من في المدرسة ويشمل كل أركانها ، فللنموذج استراتيجيات وتعليمات وقواعد وإرشادات تضمن بيئة تعليمية ناجحة ، وخطة تنظيمية شاملة لإدارة جميع أجزاء النموذج ، الذي ينتظم بالمدرسة بأسرها. فهو شامل بما يحويه، وشامل لكل أفراد المؤسسة. واختصرناه بكلمة SWOM ، وهي الحروف الأولى من اسم النموذج باللغة الإنجليزية School Wide Optimum Model ،
الغاية والأهداف إن غاية نموذج SWOM هي إعداد جيل من المتعلمين حكماء ، عقلاء ، منتجين ، ومتفكرين يتصفون بالتعلم الذاتي المستمر مدى الحياة، وذلك بدمج مجموعة من المهارات والعمليات والعادات العقلية، وبطريقة طبيعية، في تدريس مختلف المواد التعليمية ، وفق استراتيجيات وأدوات وتقنيات وإجراءات واضحة وعملية. ويمكّن النموذج من تحقيق الكثير من الأهداف التي يبحث التربويون على اختلاف مستوياتهم سبل الوصول إليها، وهي أهداف سامية وغايات نبيلة لأي نظام تعليمي، وها نحن نصيغ بعضها على شكل أسئلة ترد على لسان كل تربوي: كيف أساعد المتعلم ليكون ذاتي التعلم؟ ما هي الإجراءات والخطوات؟ كيف أساعده ليدفع نفسه للاستمرار للتعلم مدى الحياة؟ كيف أرفع من دافعيته للتعلم؟ وأمكنه من دفع نفسه لذلك؟ كيف أساعده على تحسين طريقة تفكيره؟ والتخطيط لها؟ كيف أطور مواهبه؟ كيف أحسن من تعلمه مستغلا اهتماماته ومواهبه وأنماط تفكيره وذكاءاته وميوله؟ كيف أنمي ثقته بنفسه وأمكنه من معرفة كيفية ضبط ذاته؟ كيف أساعده في أن يكون مبدعا مبتكرا، وناقدا بناء؟ كيف أساعده ليتحكم بإرادته ويوجهها؟ كيف أمكنه من امتلاك العادات العقلية المنتجة كالهمة العالية والمثابرة والصبر والتزام الدقة والإتقان في العمل ؟ كيف أساعده لامتلاك مفاتيح العلوم؟ كيف أمكنه من فهم نفسه والآخرين؟ كيف أمكنه من اكتساب المهارات والعمليات العقلية المعرفية؟ كيف أعلمه المهارة في التفكير لحل مشكلاته وصناعة قراراته بنفسه؟ كيف أمكنه من التحكم بطريقة تفكيره وضبطها؟ كيف أمكنه من اكتساب المعارف واستيعابها وتعميقها واستخدامها في حياته اليومية؟ كيف أساعده في بناء شخصيته وصقلها؟ كيف أمكنه من التحكم بعواطفه وانفعالاته؟ كيف أساعده ليكون مسلما صالحا، قادرا على التعايش مع الآخرين معتزا بإيمانه وإسلامه ووطنه، مراعيا حدود الله في حياته، متصفا بالأخلاق الإسلامية الحميدة، حكيما عاقلا منتجا وخليفة في الأرض كما أراده الله. كيف أقدم تعليما متمحورا حول المتعلم، وأقوم بجميع ماسبق أثناء تدريسي المتعلمين المواد التعليمية لرفع تحصيلهم الدراسي؟
مبادئ سوام الأساسية:
إن التفكر والتأمل ركن وأساس للتعلم إن دمج العادات العقلية المنتجة والمهارات والعمليات العقلية المعرفية بشكل واضح ومحدد في تدريس المواد التعليمية هو الهيكل الأساس للنموذج إن مراعاة النموذج الذهني للمتعلم مثل أنماط التفكير، أساليب التعلم المفضلة، أنواع الذكاءات والقدرات المختلفة، جوانب التميز والموهبة، الميول والاهتمامات، ومنطقة التطور الأقرب للبنية العقلية الحالية، يعد عنصرا أساسيا لتعلم ناجح إن التعلم عملية مستمرة مدى الحياة، تكون فعالة ومؤثرة في العقل إذا استخدمت الاستراتيجيات المناسبة لذلك إن الاهتمام بالعواطف والانفعالات والمشاعر والاتجاهات والمعتقدات والتصورات والإدراكات الداخلية للمتعلم يعد نصف عملية التعلم ، إن الفعل والتطبيق والأداء والعمل هو نصف عملية التعلم الآخر.
ولتحقيق تلك الغاية والأهداف والمبادئ، قمنا بصياغة النموذج وفق أسس وأصول ارتكز عليها اختيار مكوناته، ولتوضيح هذه المكونات قمنا بتطوير خارطة النموذج العقلية التي تحوي جميع عناصر النموذج، وهي معروضة في هذا الكتيب.
عناصر الخارطة العقلية
العقل العالي وهذا العقل العالي هنا لا يقصد به الذكاء ، ونحن وإن كنا نريد من المتعلمين أن يكونوا عالي ومتعددي الذكاء، ولكن ليس بقدر ما نريد منهم أن يكونوا عقلاء وحكماء ، والحكمة أعلى قدرات الإنسان وأسماها وهي القدرة التي تتوازن عندها جوانب المعرفة والوجدان والعقل والفعل في السلوك الإنساني. فالعقل العالي هو عقل الرشد وحسن التصرف، فبتنميته يكتسب المتعلم العقل العملي الذي يدفعه إلى فعل الخير والكف عن الشر، فيحصل له الرشد، وهو حسن التصرف في كل أفعاله وأقواله. والنموذج يقدم برنامجا مقننا لتعليم وتنمية العقل العالي للمتعلم، وترقيته إلى أعلى المستويات، في الوقت الذي ندرس المتعلم مختلف المواد التعليمية.
مهارات وعمليات العقل المعرفية
1- توضيح الأفكار وتحسين الفهم
2- تعميق المعرفة وصقلها
3- توليد الأفكار وبناء المعرفة
4- استخدام المعرفة استخداماً ذا معنى
إن التعلم الفعال يحدث حينما نستخدم المعرفة بطريقة هادفة بحيث توظف في حياتنا اليومية ، ومهارات وعمليات العقل المعرفية تساعد الطلبة على اكتساب المعرفة الجديدة وتحقيق التكامل بينها وبين ما يعرفونه من قبل وتنظيمها واستيعابها ، وهي تحسن من فهم المتعلم للمعرفة بشكل متعمق ولها تأثير كبير على قدرته على تعميق هذه المعرفة بل وبنائها، واستخدامها في حياته اليومية بصورة ذات معنى . إن قدرتنا على تحمل مسؤولية حياتنا يعتمد على ابتكار الأفكار التي تسهل علينا كثير من الأمور، وعندما لا نخرج بأفكار حول ما نفعله فسنبقى تحت وطأة الظروف الخارجية، فتوليد الأفكار يساعدنا على امتلاك عقول فعالة مليئة بالأفكار وبالتالي القيام بمسؤولياتنا وإدارة حياتنا بشكل مرضي. إننا حين نعلم الطلاب التفكير الإبداعي فإننا نعلمهم الاستقلالية والتحرر من الاعتماد على الآخرين، وأن يكونوا مفكرين واثقين من قدراتهم على الوصول إلى أفضل الحلول لمشكلاتهم، وأفضل الخيارات لقراراتهم، وتحديد أفضل التفسيرات للأحداث من حولهم، وتطوير ابتكارات من شأنها أن تحسن من نوعية حياتهم وحياة الآخرين. كما أن إن التفكير الناقد يجعلنا نقيم مدى معقولية الأفكار، فهو مهم جدا للتأكد من أن الأحكام التي نطلقها هي أقرب إلى الصحة منها إلى الخطأ، ولا يمكننا التوقع بأن نقوم بأحكام صحيحة إذا كنا نقبل كل شيء نسمعه أو نقرأه، أو أي فكرة تخطر على بالنا. إننا حين نعلم الطلاب التفكير الناقد فإننا ندربهم على أنه قبل أن نقبل بحكم ما فإنه يجب التأكد من أن أسبابا جيدة وجيهة تدعمه، وأن هناك معايير لقبوله، وإلا فلا يقبل هذا الحكم. ونظرا لأننا نعيش في عصر تفجرت فيه المعرفة أضعافا مضاعفة، فإن الطلاب بأمسّ الحاجة إلى تعلّم هذا النوع من التفكير ، مما يضمن إحداث قوة حاكمة في عقولهم تميز الصحيح من العليل مما يلقى إليهم. إن دمج مهارات وعمليات العقل المعرفية في المواد التعليمية واستخدام استراتيجياتها في عملية التعلم في الفصل يرفع من استمتاع ودافعية الطلبة للتعلم ، وثمرة هذه الطريقة على صعوبتها طيبة ونتائجها عظيمة ، فالطلبة يتعلمون تعلماً جيداً فيكتسبون مهارات وقدرات خاصة بالفهم والاستيعاب والمقارنة والموازنة والاستنتاج في الوقت الذي لا يتعلمون ذلك بالطرق الإلقائية ، ونحن نأمل عند إتقان الطلبة لهذا النوع من المهارات والعمليات أن يكونوا باحثين وعلماء في مستقبل حياتهم .
عمليات وعادات العقل المنتجة
1- الوعي بالذات وضبطها
2- الوعي بالتفكير وضبطه.
3- ضبط الإرادة الذاتية
4- ضبط الأداء.
إن العادات العقلية لدى الطلبة تؤثر في كل شيء يفعلونه ، فالعادات الضعيفة والسالبة تؤدى عادة إلى تعلم ضعيف وتعيق قدرات المتعلم وإمكاناته للتعلم ، وبعكس ذلك فإن العادات العقلية القوية والموجبة تؤدي إلى تعلم فعال ، وتحسن وترفع من مستوى وقدرات التعلم عند الطلبة. إن عمليات وعادات العقل المنتجة ينبغي أن تكون محوراً للتعلم ، ولا فائدة في أن يتعلم المتعلمون محتوى المنهج إذا لم يتعلموا السعي لتحقيق الدقة والمثابرة والعمل إلى الحد الأقصى لا الأدنى من كفاءاتهم، والتأني وتجنب الاندفاع ، ومن المعروف أن اكتساب المعلومات هام في حياتنا ولكنه ليس أهم هدف لعملية التعلم ، فمن الضروري أن يكتسب الطلبة بعض العادات العقلية، التي تساعدهم على تعلّم أي خبرة يحتاجونها في المستقبل . هذه العمليات والعادات تعتبر حجر أساس لجميع أنواع التعلم . خلاصة إن الوظيفة الحقيقية للمعلم في الفصل هي مساعدة المتعلمين على بناء عقولهم، وتنمية المهارات والعمليات والعادات والخصال العقلية لديهم، وتدريبهم على العادات والمهارات الفعالة ، وذلك باستخدام استراتيجيات خاصة في نفس الوقت الذي يتعلمون فيه المواد التعليمية، وتمارس معهم العملية التربوية في الموقف الصفي ، وهذا الذي يقدمه النموذج
ما دور المعلم في تنمية عادات العقل المنتجة :- تقول د‚ نورة يوسف ...|
مديرة المركز القطري للموهوبين والمبدعين أن تنمية الثروة البشرية المتميزة تتطلب بذل الجهد في تدريب المعلمين على ممارسة تنمية مهارات التفكير مما يوفر بيئة تعليمية تيسر الابداع وتثري المواهب المتنوعة‚ فنجاح عملية التعليم تعتمد على المعلم الجيد الذي يحترم التفكير ويرى انه هام لحل المشكلات واتخاذ القرارات واصدار الاحكام‚ كما ان تنمية الثروة البشرية الغضة لبناتنا وابنائنا المتعلمين تعتمد ايضا على وضوح الاهداف لدى المعلم الذي يحاول دائما ان يتحقق من بلوغه لهذه الاهداف وقدرته على التعديل والتعامل بمرونة مع المتغيرات نظرا لوجود العديد من البدائل والحلول التي يختارها وفقا لمحكات ودلائل تؤيد قراره‚ وتضيف د‚ نورة المنصور: ان هذا النموذج من التعليم يمكن ان يوجه المدرسين نحو ايجاد مناخ ييسر ويدعم خصائص التفكير الجيد الذي ينبغي ان تسعى إليه المؤسسات التربوية لتتواءم مع التحديات المتجددة التي يتطلب مواجهتها تعديلا في نموذج المدرسة حتى تتواءم مع متطلبات التغيير‚ كما تؤكد مديرة المركز القطري للموهوبين انه يمكن تدريس مهارات التفكير لجميع الاعمار في مختلف المجالات حيث تحقق هذه المهارات النمو الشخصي للفرد الذي يستطيع بذلك ان يدرك امكاناته ويستفيد منها‚ ثم تنتقل د‚ نورة يوسف المنصور إلى طرح أول أهم الاسئلة التي تجيب عنها في هذا الكتاب‚ وهو: ما هو دور المعلم في تعليم التفكير الابداعي؟ وفي معرض الاجابة تقول ان ثراء التعليم يعتمد على وجود المدرس الكفؤ الذي يتصف بالحماس ويشجع التلاميذ على اكتساب السمات الشخصية للمبدعين‚ ولكن ما هي أهم هذه السمات؟ تعرض مديرة المركز القطري للموهوبين اربع سمات رئيسية للمبدعين وهي حب الاستطلاع والاستقلال‚ والميول المتنوعة والمثابرة‚ وتشرح السمة الأولى للمبدع وهي حب الاستطلاع والدور الذي يمكن للمعلم أو المعلمة بذله لتعزيزها أو تخليقها فتقول: ان الطفل المبدع يعبر في مرحلة عمرية مبكرة عن رغبته الجامحة في معرفة عالمه وفهمه مستخدما وسائله الفطرية من ملاحظة لكل ما هو محيط به وطرحه العديد من التساؤلات والتي قد يصفها البعض بأنها أكبر من مستواه العمري أو الصفي مما يمكن اعتباره عنصرا هاما في بناء الشخصية الاستكشافية وتقويتها لدى الطفل‚ لذا فان المعلم الناجح هو الذي يحاول دائما ان يشجع تلاميذه على اكتساب المعرفة باثارة العديد من التساؤلات‚ كما ان اهمال هذه السمة لدى التلاميذ يؤدي إلى تلاميذ يفضلون الصمت على المجازفة والاحراج بل قد يصل البعض منهم إلى الامتناع عن اثارة الاسئلة عنما هو حولهم مما يخلق شخصية سلبية‚ وتشرح د‚ نورة يوسف المنصور السمة الثانية للمبدع فتقول انها الاستقلال اذ تعتبر هذه السمة من السمات التي يتفرد بها الطفل المبدع والرغبة في العمل منفردا بعيدا عن الآخرين والسعي لاكتشاف الاشياء بطريقته واسلوبه الخاص‚ ويجد المتعة في بناء خطط ذاتية لحل مشكلاته وانهاء ما هو مطلوب منه‚ أما الصفة الثالثة للمبدع فهي الميول المتنوعة‚ فالطفل المبدع يتميز بتنوع وتعدد اهتماماته وهواياته فمثلا تجده تارة مشاركا في نشاط للفنون وتارة أخرى في نشاط رياضي وثالثة في الاذاعة المدرسية والحقيقة ان الدافعية والفضول والقدرة على الاستيعاب هي التي تقود هذا النوع من التلاميذ إلى تطوير مستويات متقدمة من الاهتمامات‚ وهنا يأتي دور المربي المدرس في مساعدة تلاميذه على اكتساب هذه السمة بطريقة مشوقة وسلسة بواسطة الحوار البناء‚ اما السمة الرابعة للطفل المبدع فهي المثابرة وهي من السمات التي يعنى المربي المدرس باكسابها لتلاميذه وذلك بمساعدتهم على الوصول لحل مشكلة ما أو انهاء النشاط ببذل الجهد وتكرار المحاولات وان كانت فاشلة لان مثل هذه الخبرات قد تؤدي إلى النجاح‚ تأسيسا على ذلك تعرض د‚ نورة يوسف المنصور رؤية مقترحة لتوظيف التعليم الابداعي في المدارس فتقول انه لكي يقوم المعلم الناجح بهذا الدورالمتميز ينبغي ان تتحقق لديه الكفاءة العلمية مع وجود بعض الخصائص والسمات الشخصية مثل الثقة بالنفس ومرونة التفكير وتقبل التغيير وذلك لتوفير المناخ التربوي المناسب لرعاية المواهب ونموها‚ ويمكن تحقيق ذلك من خلال بذل الجهد في تعليم الطلاب مهارات التفكير الابداعي فالمعلم المبدع هو الذي يسعى الى ايجاد بيئة صفية تمكن التلاميذ من اكتساب مهارات التفكير الابداعي‚ ولكن ما هي مهارات التفكير الابداعي التي ينبغي ان يكسبها المعلم لمتعلميه التلاميذ؟ تعرض د‚ نورة يوسف المنصور مديرة المركز القطري للموهوبين والمبدعين اربع مهارات تحقق التفكير الابداعي واولى هذه المهارات مهارة الطلاقة والتي تقول عنها د‚ نورة انها تعد من المهارات الهامة التي يجب ان ينميها المربي المدرس لدى تلاميذه وتدريبهم على انتاج اكبر عدد ممكن من الافكار وعدم الوقوفف عند فكرة واحدة باستثارة تفكيرهم وتحفيزهم على الكم مع اعطاء الوقت الكافي لهذا النشاط فمثلا يعرض مدرس العلوم صورة الفصول الاربعة ويطرح السؤال التالي: ماذا تشاهدون في هذه الصورة؟ ويعطي الوقت الكافي للتعبير ومن هذا النشاط يستطيع المعلم ان يتعرف ايضا على اهتمامات تلاميذه مما يمكنه من تنمية هذه المهارة لديهم‚ والمهارة الثانية التي تحقق التفكير الابداعي للمتعلم هي مهارة المرونة وتشرح د‚ نورة يوسف المنصور هذه المهارة بالقول انه عندما يعطي المربي المدرس تلاميذه فرصة لتقديم بدائل متنوعة وافكار مختلفة فانه يخلق استثارة ودافعية لديهم للبحث عن كل فكرة جديدة خاصة عندما ينسب الافكار لاصحابها باسمائهم ولتأصيل هذه المهارة يجب ان يطلق المدرس العنان لتلاميذه للتحليق في عالم الخيال اما المهارة الثالثة فهي مهارة التفاصيل فحين يقوم المدرس ببعض المواقف ويطلب من تلاميذه اضافة العديد من التفاصيل لهذه المواقف فانه بلاشك ينمي مهارة التفاصيل التي تساعد على اضافة الكثير من الثراء والتوضيح للافكار الهامة والبدائل المقدمة فمثلا مدرس اللغة العربية يمكنه ان يعرض صوره ويطلب من تلاميذه ان يصفوا ما يشاهدونه بشكل تفصيلي‚ والمهارة الرابعة هي مهارة التساؤل إذ يجب على المربي المدرس ان يعود تلاميذه على الأنماط المتعددة من مهارة التساؤل مؤكدا متى يستخدم كل نوع من هذه الأسئلة وهي: عندما يرغب التلاميذ بجمع معلومات حول شيء ما فعليهم الاصدقاء الستة وهي: «من؟ وماذا؟ وكيف؟ متى؟ أين؟ لماذا؟»‚ وعندما يرغب التلاميذ في أسئلة تثير التفكير وتتجاوز المعلومات يمكنهم استخدام: «ماذا يحدث لو‚‚؟ وماذا بعد‚‚‚؟ وماذا لو‚‚‚؟ والأسئلة الاحتمالية: هل يتوقع ان؟ هل سوف‚‚‚؟ وأسئلة علاقات سببية (تنظيم المعلومات): كيف حدث ان‚‚‚؟ لماذا يبدو‚‚‚؟ لماذا لا‚‚‚؟ فهذه الأسئلة تساعدهم على تنظيم تفكيرهم‚ وتقول د‚ نورة يوسف المنصور مديرة المركز القطري للموهوبين والمبدعين انه لتيسير التعلم الابداعي ينبغي ان يتضمن منهج التعليم تدريسا صريحا واضحا للاتجاهات والإدراكات والعادات العقلية ذات المستوى الرفيع التي تيسر التعليم‚ وأحد أبعاد التعلم الهامة هي العادات العقلية المنتجة التي لها دور هام في رفع كفاءة الأداء بحيث يصبح الفرد أكثر قدرة على التحكم فيها‚ وأكثر العادات العقلية أهمية في تنمية مهارات التفكير المبدع والتي يجب ان يدرب المعلم تلاميذه عليها هي خمس عادات‚ وأولى هذه العادات العقلية هي الوعي بأسلوب التفكير أي تدريب التلاميذ على استراتيجيات تساعدهم على الوعي بطريقة تفكيرهم وما يدور في عقولهم مما ييسر لهم تحديد ما يجب عمله فلا بد ان يسألوا أنفسهم لحل مهمة صعبة مثلا: ما الذي أفكر فيه الآن؟ هل تفكيري الذي أمارسه الآن يساعدني أم يعيقني؟ ما الذي أسعى إليه؟ وثاني هذه العادات العقلية هو التخطيط فعملية وضع الخطة لها أهميتها في جميع المواقف والأوقات خاصة الاعمال التي تتطلب وقتا طويلا أو ذات طبيعة معقدة نوعا ما‚ لذا يجب ان يتأكد التلميذ من انه يكتب فعلا ما الذي يسعى الى تحقيقه او الوصول اليه ويحدد مجموعة من الاهداف قصيرة المدى والتي من شأنها ان تساعده على الوصول الى الهدف النهائي ويحدد فردا او مجموعة من الافراد يلتقي بهم بصورة منتظمة يوميا او اسبوعيا وتكون مهمتهم مساعدته وتوجيهه‚ والعادة العقلية الثانية هي معرفة المصادر الهامة لانجاز عمل ما‚ وتقول د‚نورة يوسف المنصور ان هذه العادة العقلية لها اهميتها في اي وقت يحتاج فيه التلميذ إلى انجاز عمل ما حيث ان فقدانه لهذه المصادر قد يشكل عائقا لانجاز المهمة المطلوبة ولتفعيل دور هذه المصادر على التلميذ ان يعد قائمة بكل احتياجاته وقائمة بالموجود من هذه الاحتياجات حاليا وقائمة ثالثة بالاحتياجات غير المتوافرة ومجموعة من المصادر البديلة التي يمكن ان يعتمد عليها كبديل عن القائمة غير المتوافرة وبطريقة اخرى يمكن ان يعد صفحة تتضمن مجموعة من المعلومات وهي: ماذا احتاج؟ وما الذي استطيع الحصول عليه؟ وما الذي لا استطيع ان احصل عليه؟ وما الذي استطيع ان اضيفه‚ والعادة العقلية الرابعة التي يجب ان يدرب المعلم تلاميذه عليها هي: الحساسية للتغذية الراجعة‚ وتشرح د‚نورة يوسف المنصور ذلك بالقول انه عند القيام بعمل ذي طبيعة متكررة مثل حل مسألة حسابية طويلة او عمل مترتب على عمل آخر فان المعلم يدرب تلامذيه على الاستفادة من نتائج انشطتهم مما يساعدهم على تقليل الاخطاء لا سيما البسيطة منها وذلك عن طريق طرح الاسئلة التالية على انفسهم: كيف تسير الامور؟ هل اقتربوا من الهدف ام ما زالوا بعيدين عنه؟ وما الذي يحتاجونه للتغيير؟ والعادة العقلية الخامسة هي: تقييم مدى كفاءة الاداء فعندما يكون التلاميذ بصدد انجاز عمل جديد او عمل لا يتقنونه من البداية فان تقييم كل مرحلة وكل اداء يساعدهم على ان يتعلموا من اخطائهم خاصة الاعمال التي تمثل تحديا لقدراتهم بواسطة طرح الاسئلة التالية: ما الذي يستطيعون ان يعملوه في المرات القادمة ويكون مختلفا عما سبق؟ وما الذي يمكن ان يعملوه بنفس الطريقة السابقة‚





















 

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم ارجو تزويدي بأداة لقياس عادات العقل المنتج

    ردحذف

شكرا جزيلا علي تواصلكم معنا