نموذج أبعاد التعلم
لـ«مارزانو».. تعليم الطلاب عادات العقل المنتجة
عرف الفكر التربوي في السنوات الأخيرة
تحولات تربوية مهمة، وانتقادات كبيرة لطرق تدريس العلوم التقليدية المتبعة في
مراحل التعليم المختلفة (الابتدائي– الإعدادي – الثانوي)، ومن جملة هذه التحولات
الاهتمام المتزايد بتنمية العادات العقليةHabits of Mind للتلاميذ، حيث إنها من
أهم صفات الفرد المثقف علميًا.
وتدعو أساليب التربية الحديثة إلى أن
تكون العادات العقلية، هدفًا رئيسًا في جميع مراحل التعليم بداية من التعليم
الابتدائي، حيث يرى مارزانو Marzano,2000 أن العادات العقلية
الضعيفة تؤدي عادة إلى تعلم ضعيف بغض النظر عن مستوانا في المهارة أو القدرة.
كما يشير كوستا Costa,2001إلى
أن إهمال استخدام عادات العقل يسبب الكثير من القصور في نتائج العملية
التعليمية؛ فالعادات العقلية ليست امتلاك المعلومات بل هي معرفة كيفية العمل
عليها واستخدامها أيضًا، فهي نمط من السلوكيات الذكية يقود المتعلم إلى إنتاج
المعرفة، وليس استذكارها أو إعادة إنتاجها على نمط سابق2003Perkins.
ولما كان الواقع التعليمي يؤكد أن
التلاميذ يفتقرون إلى استخدام العادات في مختلف النشاطات التعليمية والعملية في
مادة العلوم (إبراهيم الحارثى،2002)، إضافة إلى أنهم يحفظون المصطلحات والمفاهيم
العلمية دون فهم أو استيعاب (مجدي رجب ،2000) (ليلى حسام الدين و حياة
رمضان،2006) Marzano,2000؛
لذلك فقد أكد المخططون لمناهج التربية العلمية على تضمين العادات العقلية في مناهج
العلوم.
ومن المناهج التي تبنت عادات العقل المنهج الوطني
البريطاني حيث أكد على ضرورة تنمية العادات العقلية التالية:(حب الاستطلاع،
واحترام الأدلة، وإدارة التسامح، والمثابرة، والانفتاح العقلي، والحس البيئي
السليم، والتعاون مع الآخرين) (National Curriculum,2005).
كما ظهر الاهتمام بالعادات العقلية من خلال عدد من
المشاريع التربوية التي اعتمدت عادات العقل كأساس للتطوير التربوي، ومن هذه
المشروعات مشروع الثقافة العلمية أو تعليم العلوم لكل الأمريكيين حتى العام
2061م. لمؤسسة التقدم العلمي الأمريكية(American Associationfor the Advancement of Science (AAAS), Project, 2061, 1993)حيث حدد المشروع عددًا من العادات العقلية التي
يركز على تنميتها تعليم العلوم، ومنها (التكامل، والاجتهاد، وحب الاستطلاع،
والانفتاح على الأفكار الجديدة، التشكك المبنى على المعرفة، ومهارات الاستجابة
الناقدة، والتخيل، والعدالة...إلخ).
وفى مشروع باسم الملكة
إليزابيث Project Queen Elizabeth(Q.E, 2004) لتنمية العادات العقلية أكد المتخصصون على تنمية العادات
العقلية التالية (التفكير المرن، والاستماع إلى الآخرين، والسعي للدقة، والإصرار
(المثابرة)، والفضول والمتعة في حل المشكلات، ورؤية الموقف بطريقة غير تقليدية)
من خلال مناهج العلوم.
ويشير كوستا وجرمستون (Costa & Gamstom,2001) إلى
أن تنمية العادات العقلية تتطلب من المعلمين استخدام أساليب تدريسية تساعد علي
تجسيد الأفكار لاستيعابها، كما أنها ترتبط بمراحل النمو المعرفي؛ ولهذا يجب أن
تكون الأنشطة التعليمية التي نسعى من خلالها لتطوير العادات العقلية مناسبة
للمرحلة النمائية المعرفية للمتعلم.
وبينما ترى لوري (Lowery,1999) أن أحد الأسباب الرئيسة لفشل التعليم الرسمي هو أن
المربين يبدؤون بالأمور التجريدية عبر المواد المطبوعة وعبر اللغة اللفظية بدلًا
من الأفعال المادية والسلوكيات، والاتجاهات نحو الأشياء الحقيقية كالعادات
العقلية، و يضيف هاروت وكلير(Hart&Keller,2003) أن انخفاض القدرة على الاستيعاب المفاهيمي قد يعزى إلى
العادات العقلية التي يتبعها التلاميذ، وتؤكد روتا (Rotta,2004) إلى أن تنمية العادات العقلية يساعد في تنظيم المخزون
المعرفي للمتعلم، وإدارة أفكاره بفاعلية وتدريبه على تنظيم الموجودات بطريقة
جديدة والنظر إلى الأشياء بطريقة غير مألوفة لتنظيم المعارف الموجودة لحل
المشكلات؛ فقد يفيد تدريس العادات العقلية في تنمية الاستيعاب المفاهيمي في مادة
العلوم لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية.
وظهرت تصنيفات متعددة لأبعاد العادات العقلية فقد صنف
مارزانو وزملاؤه (1998) مكونات البعد الخامس (العادات العقلية المنتجة) إلى ثلاث
مجموعات، وهي: (التفكير والتعلم على تنظيم الذات – والتفكير الناقد – والتفكير
والتعلم الإبداعي)، كما حدد كوستا و كاليك(2002) ست عشرة عادة عقلية قابلة
للتعلم و التدريب ظهرت في كتاب عادات العقل سلسلة تنموية، إضافة إلى أنها كانت
محط اهتمام وتركيز علماء النفس المعرفي، حيث ظهر ذلك من خلال الدراسات والبحوث التي
قام بها عدد من الباحثين التربويين وولف و براندت Wolfe&Brandt,1999))،
ودياموند وهوبسون(Diamond&Hopson,1999)، ولاورى Lowery,1999)) كما أن قائمة العادات العقلية التي حددها كوستا
وكاليك أوضح في التصنيف من قائمة العادات في نموذج مارزانو فهي محددة التعريف
وشبه متفق عليها (إبراهيم الحارثى ،2002).
ولما كانت قائمة العادات العقلية التي حددها كل من
كوستا وكاليك هي تطوير لقائمة مارزانو؛ فقد وقع الاختيار على خمس من العادات
العقلية التي جاءت متفقة مع قائمة العادات العقلية التي حددها كل من كوستا وكاليك
الست عشرة لتكون مجالا لهذه الدراسة.
وقد أشار بعض الباحثين المهتمين بتنمية العادات
العقلية مثل كامبوى (Campoy,1999)،وكوستا
وكاليكCosta & Kallick,2002))، و(يوسف قطامي وأميمة عمور، 2005)، و(يوسف قطامي
،2007) إلى أساليب متنوعة لتنمية العادات العقلية من خلال مناهج التعليم، إلا أن
الباحث يتبنى في هذه الدراسة «نموذج أبعاد التعلم Dimensions of Learning Model لمارزانو وزملاؤه حيث إن هذا النموذج يستند إلى
الفلسفة البنائية ويهتم بالتدريس كعملية استقصائية تهدف إلى فهم المتعلم لما
يحدث حوله و التعامل معه، كما يؤكد على العادات العقلية.
وقد أجرى دوجارى وآخرونDujarj et al,1994)) دراسة أكدت تأثير اثنين مِن�' مكو�'ناتِ نموذج أبعاد
التعلم لمارزانو في تنمية الاستيعاب المفاهيمِى والإلمام بعملياتِ العِل�'مِ في تدريس مقرر
العلوم البيئية المؤهلة للجامعة، حيث وجدت فروق ذات دلالة عند مستوى (0.05) بين
متوسطات درجات تلاميذ المجموعتين الضابطة و التجريبية لصالح المجموعة التجريبية
في متغيرات الدراسة، كما أشارت (صفاء الأعسر، 1997) إلى أن تصميم نموذج مارزانو
لإبعاد التعلم يتيح للمعلم إمكانية أن ينتقي من النموذج ما يناسبه فقد يرى الاكتفاء
بالبعد الثالث الخاص بتعميق المعرفة وصقلها، أو البعد الرابع الخاص بالاستخدام
ذي المعنى للمعرفة، وقد يرى الجمع بينهما، ويتوقف ذلك على ما يهدف إليه من
استخدام النموذج ويتناسب مع طبيعة المناخ التعليمي.
ولما كان هناك إمكانية في التأكيد على استخدام أبعاد
معينة دون أخرى في نموذج أبعاد التعلم لمارزانو؛ لذلك فقد رأى الباحث إمكانية
استخدام نموذج أبعاد التعلم لمارزانو بصفة عامة مع التأكيد على البعدين الثالث
والخامس بصفة خاصة لتنمية بعض عادات العقل.
مما سبق تتحدد مشكلة الدراسة في استقصاء فاعلية نموذج
مارزانو لإبعاد التعلم في تنمية بعض العادات العقلية في مادة العلوم.
أولاً: نموذج
أبعاد التعلم لمارزانو
Dimensions of Learning Model
قدم «روبرت مارزانو وآخرون» نموذجًا تعليميًا نما في
ضوء نتائج بحوث التعلم المعرفي وأطلق عليـــه «نموذج أبعاد
التعلم Dimensions of Learning Model» ويستطيع أن يستخدمه المعلمون في مرحلة رياض الأطفال حتى
نهاية المرحلة الثانوية، والهدف النهائي للنموذج أن يصبح التلاميذ لديهم القدرة
على تطوير أنفسهم على نحو يجعلهم قادرين على الاستمرار في التعلم خلال حياتهم.
ويشير مارزانو وكاندل ((Marzano& Kendal,1995 إلى
أن التعلم يعد بمثابة نشاط مستمر يقوم به الفرد عندما يواجه مشكلة أو مهمة تمس،
حياته فتولد لديه طاقة ذاتية تجعله مثابرًا في سبيل الوصول إلى حل هذه المشكلة
وإنجاز تلك المهمة، وأن المتعلم يتوصل إلى المعارف و المعلومات من خلال بناء
منظومة معرفية تنظم وتفسر خبراته من متغيرات العالم من حوله، وهذه المعرفة نفعية
يستخدمها الفرد لتفسير ما يمر به من خبرات و مواقف حياتية.
وقد صنف (مارزانو و آخرون, 1999) أبعاد التعلم إلى
خمسة أبعاد وهي :
البعد الأول: الاتجاهات والإدراكات الإيجابية نحو التعلم: Positive Attitudes andPerceptions Toward Learning
حيث يرى أن اتجاهات المتعلم وإدراكاته هي التي تكون كل
خبرة من خبراته فبعض الاتجاهات تؤثر في التعلم بطريقة إيجابية والبعض الآخر يزيد
من صعوبة التعلم، فقد وجدوا أن إدراك المتعلمين لقدراتهم على حل المسائل يعد
عاملاً أوليًا وأساسيًا في أدائهم، وإذا أدرك التلاميذ أنهم ضعفاء في حل المسائل
الرياضية فإن هذا الإدراك يتغلب على معظم العوامل الأخرى، بما في ذلك القدرات
والمهارات الخاصة بالتعلم السابق(Silver & Marchal,1999).
وقد حدد مارزانو و زملاؤه (Marzano ,et al,1997) عاملين أساسيين يجب مراعاتهما في تنمية الاتجاهات و
الإدراكات الإيجابية نحو التعلم وهما:
· مناخ
التعلم Learning Climate يؤثر المناخ الصفي على التلاميذ بشكل كبير، فإذا
أتيح للتلاميذ مناخ صفي جيد – بما يتضمنه من معلم وأقران وفصل دراسي – فسوف
تتكون لديهم اتجاهات إيجابية نحو عملية التعلم في إطار هذا المناخ.
· المهام
الصفية: Classroom Tasks تعد اتجاهات التلاميذ في المهام الصفية ذات أهمية في إنجاز
المهام التي كلفوا بتحقيقها وإنجازها، فإذا ما توفر لدى التلميذ اتجاهات إيجابية
نحو المهام الصفية فسوف يتم إنجازها بشكل جيد.
وقد حدد مارزانو Marzano,1995)) مجموعة من الأداءات التي يجب على المعلم مراعاتها في
تدريسه لتنمية الاتجاهات و الإدراكات الإيجابية نحو التعلم وهي:
- استخدام أساليب تجعل المهام التدريسية
ذات قيمة وضرورية للتلاميذ.
- التخطيط الجيد لمناخ ومهام التدريس
لتكون في مستوى فهم التلاميذ و في مجال اهتماماتهم.
- تقديم نموذج للتلاميذ يوضح كيفية
إنجاز مهمة تعليمية كاملة.
- تقديم تغذية راجعة إيجابية للتلاميذ.
- توفير المصادر والوقت والأجهزة
والإرشادات الضرورية لإنجاز المهمة.
- إتاحة الفرصة للتلاميذ لإكمال المهام
الصفية مفتوحة النهاية.
ويشير مارزانو إلى أن استخدام استراتيجية التعلم
التعاوني يؤدي إلى زيادة التقبل والتفاهم بين التلاميذ بعضهم مع بعض وتقبل وجهات
النظر الأخرى، وتكوين علاقات شخصية بين التلاميذ، وهو ما يمكن أن يولد شعورا
واتجاهًا إيجابيًا نحو الجماعة والعمل داخلها، وبالتالي سرعة إنجاز المهام
المراد تحقيقها (Huot,1996).
البعد الثاني: اكتساب و تكامل المعرفة Acquisition and Integration ofKnowledge
يرى مارزانو وآخرون (1999) أن اكتساب المعرفة وتكاملها
يتضمن استخدام ما نعرفه من قبل لكي نضفي معنى على المعلومات الجديدة، والتغلب
على ما في المعلومات الجديدة من غموض، بحيث نستطيع استخدامها بسهولة ويسر
نسبيًا، وأن هناك نوعين من المعرفة ينبغي على المتعلم أن يكتسبهما وهى كما
بالجدول (1).
البعد الثالث: تعميق المعرفة و صقلها: Extending and Refining Knowledge
يعتقد مارزانو (Marzano,1997) أن التعليم الجيد يقتضى إثارة التساؤلات عن المعلومات
والمهارات و إعادة صياغتها بشكل جديد، وأن هناك ثمانية أنواع من الأنشطة يمكن
تفعيلها في الموقف التعليمي لمساعدة المتعلم على تعميق المعرفة و صقلها، وهى كما
بالجدول (2).
البعد الرابع: الاستخدام ذو المعنى للمعرفة:Using Knowledge Meaningfully
إن اكتساب المتعلم للمعرفة وتعميقها ليس هدفًا في ذاته
بل لابد من استخدام هذه المعرفة بصورة ذات معنى بالنسبة له عند قيامه ببعض
المهام المرتبطة بحياته اليومية، وقد اقترح مارزانو بعض المهام التي يمكن من
خلالها أن يقوم الفرد بالاستخدام ذي المعنى للمعرفة، و منها المهام الخمسة
المبينة بالجدول(3).
ولقد اقترح مارزانو أن يستخدم المعلم استراتيجية
المهام التعليمية لتدريب التلاميذ على الاستخدام ذي المعنى للمعرفة مع ضرورة أن
تكون المهام التعليمية ذات بعد وظيفي لدى التلاميذ، بالإضافة إلى ضرورة مشاركة
التلاميذ في بناء هذه المهام. (كأن يحدد الأسئلة بالاشتراك مع المعلم
ويسعى المعلم للحصول على إجابات عنها في الموضوعات التي يدرسها)، كما يؤكد
مارزانو ضرورة مراعاة المعلم لبعض الأداءات التالية عند استخدامه هذه
الاستراتيجية مثل:- (مارزانو وآخرين،1999)
· تقديم وصف دقيق لخطوات أداء المهمة.
· إتاحة الفرصة للمتعلمين لإجراء التجارب والأنشطة في
مجموعات متعاونة.
· مناقشة المتعلمين في مراحل المهمة و نتائجها.
· المساهمة في تعديل طرق تنفيذ المهمة وقت الضرورة.
· إتاحة الفرصة للمتعلمين لإجراء التجارب والأنشطة مرة
أخرى، والتفكير في نتائجها.
البعد الخامس: عادات العقل المنتجة: Productive Habits of Mind
بالرغم من أهمية اكتساب التلاميذ للمعلومات، وتعميقها،
واستخدامها بشكل ذي معنى، إلا أن اكتسابهم للعادات العقلية يعد هدفًا مهمًا
لعملية التعلم، فهي تساعدهم على تعلم أية خبرة يحتاجونها في المستقبل.
ويعتقد مارزانو وآخرون (1999) أن عاداتنا العقلية تؤثر
في كل شيء نعمله، والعادات العقلية الضعيفة تؤدي- عادة - إلى تعلم ضعيف بغض
النظر عن مستوانا في المهارة أو القدرة، وأن أفضل الطرق التي يمكن استخدامها في
اكتساب التلاميذ للعادات العقلية هو تهيئة المواقف، والأنشطة التعليمية التي
تتطلب من التلاميذ ممارسة مهارات التفكير المختلفة للتوصل إلى المعلومات الجديدة
التي يمكن توظيفها، واستخدامها في مواقف ومشكلات حياتية.
ومن خلال العرض السابق لنموذج مارزانو لأبعاد التعلم
يمكن تحديد الأسس التي يقوم عليها تنظيم و تدريس المحتوى التعليمي وفقًا لهذا
النموذج فيمايلي:
- عرض المفاهيم والأفكار الرئيسية للموضوع في البداية
في صورة خرائط معرفية أو مخططات هرمية، أو صور، أو رسوم بحيث تبرز هذه الأفكار
والمفاهيم بوضوح.
- صياغة مهام تعليمية وأنشطة تعليمية تقوم على تأكيد
إيجابية المتعلم ومشاركته الفعالة في الموقف التعليمي لتحقيق الأهداف التعليمية
المراد تحقيقه.
- تنوع الأنشطة التعليمية، لكي تتاح الفرصة لممارسة
مهارات التفكير المختلفة، لتدريب التلاميذ على تعميق وصقل المفاهيم واكتساب
العادات العقلية المطلوب التدريب عليها.
- تدريب التلاميذ في مواقف التعلم المختلفة على ممارسة
العادات العقلية كاستخدام المعلومات السابقة في المواقف الجديد، والمثابرة، وعدم
التهور، والاندفاع في إصدار الأحكام، واتخاذ القرارات، ومشاركة زملائه في
التفكير التبادلي، والتساؤل والاستفسار عن المعلومات غير المعروفة لديه.
- عرض مواقف خاصة بالمتعلم مرتبطة بطبيعة مجتمعة،
وحياته، ومشكلاته الدراسية، حيث تعتبر المشكلات الاجتماعية والشخصية أداة مهمة
من الأدوات الأساسية في تنمية، وتعزيز العادات العقلية، خاصة تلك العادات
المرتبطة بالحاجات العامة مثل الحاجة للأمان والتوافق الاجتماعي.
- استخدام نموذج أبعاد التعلم لمارزانو بأبعاده الخمس
بصفة عامة، والتأكيد على البعد الثالث الخاص بتعميق المعرفة وتدقيقها للوصول إلى
نهايات ونتائج جديدة، وذلك من خـلال تدريبه على أنشطة عقلية مختلفة مثل
المقارنة، والتصنيف، وتحليل الأخطاء، والاستقراء، والاستنباط، وتحليل الرؤية،
والتجريد، وكذلك التأكيد على البعد الخامس (العادات العقلية المنتجة)، من خلال
التدريب على المقابلة بين الاختيارات البديلة، والتنبؤ بالنتائج والاستنتاج،
وترتيب الأولويات؛ حيث يعتقد الباحث أن التركيز على هذين البعدين من نموذج
مارزانو في التدريس، قد يفيد في تنمية الاستيعاب المفاهيمى والعادات العقلية.
وفي إطار الاهتمام بنموذج أبعاد التعلم مارزانو فقد
أجريت دراسات قليلة – في حدود علم الباحث – استهدفت اختبار نموذج مارزانو
واستخدامه في التدريس، ومن هذه الدراسات دراسة تارلتون (Tarleton,1992) والتي أكدت أن المجموعة التجريبية التي درست باستخدام
نموذج أبعاد التعلم حققت تقدمًا في تعلم مهارات التفكير،بينما أكدت دراسة
دوجارى((Dujari,1995 عدم
وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى 05و0 في تحصيل العلوم بين أداء
المجموعتين التجريبية والضابطة،ودراسة (خالد الباز،2001) أكدت فعالية نموذج
مارزانو لأبعاد التعلم في تدريس الكيمياء في تنمية التحصيل، والتفكير
المركب،والاتجاه نحو المادة لدى طلاب الصف الأول الثانوي بالبحرين، كما أكدت
نتائج دراسة هانت وبيل(Hant&Bell,2002) وجود فروق ذات الأبعاد ذات دلالة إحصائية بين مجموعتي
البحث في التحصيل والاتجاه نحو المادة العلمية لصالح المجموعة التجريبية التي
درست محتوى منظم بنموذج أبعاد التعلم الخمسة ودراسة (إبراهيم البعلى،2003) أكدت
فعالية نموذج مارزانو أبعاد التعلم في تدريس العلوم في التحصيل، وتنمية بعض
عمليات العلم لدى تلاميذ الصف الثاني الإعدادي، وجاءت نتائج دراسة (أسامة جبريل،
2003) تؤكد فاعلية نموذج أبعاد التعلم في تنمية بعض مهارات التفكير مثل
(الاستنباط، والاستقراء، وتقديم الأدلة، وتحليل المنظور، وتحليل الأخطاء،
والمقارنة، والتصنيف) من خلال تدريس وحدة تعليمية تم تخطيطها في ضوء الأبعاد
الثلاث الأولى من نموذج أبعاد التعلم في تدريس العلوم لدى تلاميذ الصف الأول
الإعدادي، كما أكدت دراسة (شيماء الحارون، 2003) فاعلية نموذج أبعاد
التعلم في تنمية مهارات ما وراء المعرفة والتحصيل في مادة الأحياء لدى طالبات
الصف الأول الثانوي، كما أسفرت نتائج دراسة (شرين العراقي،2004) فاعلية الأنشطة
العلمية القائمة على نموذج أبعاد التعلم لمارزانو في تنمية مهارات التفكير لدى
أطفال مرحلة رياض الأطفال، كما أكدت نتائج دراسة (محمد عبدالكريم حسانين،2006)
فاعلية برنامج معد وفق نموذج أبعاد التعلم في تنمية المفاهيم الفيزيائية ومهارات
التفكير المركب والاتجاه نحو تعلم الفيزياء لدى طلاب الصف الأول من المرحلة
الثانوية، كما تتفق مع نتائج الدراسات السابقة نتائج دراسة (أماني الحصان،2007)
والتي أكدت فاعلية نموذج أبعاد التعلم في تنمية مهارات التفكير والاستيعاب
المفاهيمى في العلوم والإدركات نحو البيئة الصفية لدى تلاميذ الصف المرحلة
الابتدائية.
ومن مراجعة نتائج الدراسات السابقة يتضح أن هناك
تضاربًا وتعارضًا في نتائج بعض هذه الدراسات التي اختبرت فاعلية نموذج أبعاد
التعلم على بعض المتغيرات التابعة، التي توصل إليها الباحثون من تطبيقهم لهذا
النموذج فقد أوضحت دراسة (خالد الباز،2001) و دراسة (أسامة عبداللطيف،2003)
ودراسة (إبراهيم البعلى،2003) ودراسة شيماء الحار ونى،2003) و(شيرين
العراقي،2004) ودراسة (أماني الحصان،2007) فاعلية نموذج أبعاد التعلم في تنمية
جوانب مختلفة من التفكير المركب و ما وراء المعرفة وعمليات العلم إضافة إلى
التحصيل، بينما أشارت نتائج دراسة (Dujari,1995) إلى عدم وجود فروق دالة عند مستوى(05و0) بين تحصيل طلاب
المجموعتين الضابطة والتجريبية، وأشارت دراسة (Tarleton,1992) إلى أنه في بعض الحالات لم تكن هناك فروق دالة إحصائيًا
بين المجموعتين الضابطة والتجريبية، كما أوضحت دراسة أبثورب(Apthorp,2000) أن المعلمين لا يتجاوزون عادة البعد الأول عند التخطيط
للدرس، وبشكل أقل بعد مهارات البعد الخامس، وبالتالي فالميدان بحاجة إلى مزيد من
الدراسات التي تدعم النموذج أو تدحضه، وتدريب المعلمين على استخدام أبعاده إذا
ما ثبتت جدواه.
ثانيًا: العادات
العقلية
Habits of Mind
تعتبر العادات العقلية من المتغيرات المهمة التي لها
علاقة بالأداء الأكاديمى لدى التلاميذ في مرحل التعليم المختلفة، لذلك أكدت
العديد من الدراسات مع بداية القرن الحادي والعشرين أهمية تعليم العادات
العقلية، وتقويتها، ومناقشتها مع التلاميذ، والتفكير فيها، وتقويمها، وتقديم التعزيز
اللازم للتلاميذ من أجل تشجيعهم على التمسك بها، حتى تصبح جزءًا من ذاتهم
وبنيتهم العقلية (يوسف قطامي ،2007).
مفهوم العادات العقلية:
تعددت تعريفات العادات العقلية بتعدد وجهات النظر،
والاتجاهات التي تناولته، وقد قسمها الباحث إلى عدة تقسيمات وفقا لمن جاءوا
بها،كي يخلص بتعريف محدد للعادات العقلية في هذا البحث:
· الاتجاه الأول: يرى أن العادات العقلية نمط من
السلوكيات الذكية يقود المتعلم إلى أفعال، وهي تتكون نتيجة لاستجابة الفرد إلى
أنماط معينة من المشكلات، والتساؤلات شريطة أن تكون حلول المشكلات أو إجابات التساؤلات
بحاجة إلى تفكير، وبحث، و تأمل (Perkins ,2001)،
يتفق هذا التعريف مع مقولة المربي الأمريكي هوريس مان (1796-1859) بأن العادات
العقلية عبارة عن (حبل غليظ نضيف إليه كل يوم خيطًا وفي النهاية لا يمكننا أن
نقطعه، وأن التوجه نحو العادات العقلية يتوقف على الاعتقاد بأهمية العادات،
والاعتقاد بأنها يمكن أن تكون في قبضة الذهن، والاعتقاد بأن الإنسان يستطيع
إنجاز ما يتعلق بأهدافه) (يوسف قطامي،2004).
·الاتجاه الثاني: يرى أن العادات العقلية تركيبة،
تتضمن صنع اختيارات حول أي الأنماط للعمليات الذهنية التي ينبغي استخدامها في
وقت معين، عند مواجهة مشكلة ما أو خبرة جديدة، تتطلب مستوى عاليا من المهارات
لاستخدام العمليات الذهنية بصورة فاعلة، وتنفيذها، والمحافظة عليها. (Feuerstein & Ennis,1999)
ويتفق مع هذا الاتجاه في التعريف كوستا وكاليك حيث يعرفان العادات العقلية بأنها
: القدرة على التنبؤ من خلال التلميحات السياقية بالوقت المناسب لاستخدام النمط
الأفضل، والأكفأ من العمليات الذهنية من غيره من الأنماط عند حل مشكلة، أو
مواجهة خبرة جديدة، وتقييم الفرد لفاعلية استخدامه لهذا النمط من العمليات
الذهنية دون غيره أو قدرته على تعديله و التقدم به نحو تصنيفات مستقلة (Costa & Kallick,2000).
· الاتجاه الثالث: يرى أن العادات العقلية هي الموقف
الذي يتخذه الفرد بناء على مبدأ أو قيم معينة، حيث يرى الشخص أن تطبيق هذا
الموقف مفيد أكثر من غيره من الأنماط، ويتطلب ذلك مستوى من المهارة في تطبيق
السلوك بفاعلية و المداومة عليه، ومن هذا التعريف يتضح أن العادات العقلية تؤكد
الأسلوب الذي ينتج به المتعلمون المعرفة، وليس على استذكارهم لها أو إعادة
إنتاجها على نمط سابق (يوسف قطامي، وأميمة عمور،2005).
ومن خلال استقصاء الباحث، وفهمه للتعريفات السابقة،
توصل إلى التعريف التالي للعادات العقلية: (اتجاه عقلي لدى الفرد يعطي سمة واضحة
لنمط سلوكياته، ويقوم هذا الاتجاه على استخدام الفرد للخبرات السابقة والاستفادة
منها للوصول إلى تحقيق الهدف المطلوب).
تصنيف العادات العقلية:
كانت عادات العقل محط اهتمام وتركيز علماء النفس
المعرفي، حيث ظهر ذلك خلال الدراسات والأبحاث، التي قام بها عدد من الباحثين
التربويين ، فقد قام هايرل (Hyerle,1999) بتقسيم العادات العقلية إلى ثلاثة أقسام رئيسة، يتفرع
منها عدد من العادات العقلية الفرعية على النحو التالي (خرائط التفكير، ويتفرع
منها مهارة طرح الأسئلة، والمهارات العاطفية، ومهارة ما وراء المعرفة- العصف
الذهني ويتفرع منها العادات التالية، الإبداع، والمرونة، وحب الاستطلاع وتوسيع
الخبرة- منظمات الرسوم، ويتفرع منها العادات العقلية التالية المثابرة،و
التنظيم، الضبط،والدقة)، أما دانيالDaniels,1994)) فقد قسم العادات العقلية إلى أربعة أقسام، هي
(الانفتاح العقلي، والعدالة العقلية، والاستقلال العقلي، والميل إلى الاستفسار
أو الاتجاه النقدي)، وقد صنف مارزانو وآخرون(Marzano et.al ,
2003) مكونات البعد الخامس (عادات العقل المنتج) إلى (منفتح العقل، وعلى وعي
بتفكيرك، وتقوم فاعلية أفعالك، وتدفع حدود معرفتك وقدراتك وتوسعها، وتندمج على
نحو مكثف في مهام حتى حين تكون الإجابات أو الحلول غير واضحة على نحو مباشر)،
وتوصل باول و آخرون( Paul et al,2000) إلى تحديد عدد من العادات العقلية تميز ذا الخبرة (السعي
للدقة، ورؤية المواقف بطريقة غير تقليدية،و الحساسية للتغذية الراجعة،
والمثابرة، وتجنب الاندفاعية)، وقدم كوستا كاليك Costa & Kallick,2000 قائمة
بست عشرة عادة للعقل وهذه القائمة هي (المثابرة، والتحكم بالتهور، والإصغاء
بتفهم، والتفكير بمرونة، والتفكير حول التفكير، والكفاح من أجل الدقة، والتساؤل
وطرح المشكلات، وتطبيق المعارف الماضية على المواقف الجديدة، والتفكير والتوصيل
بوضوح ودقة، وجمع البيانات باستخدام الحواس الخمس، والاستعداد الدائم والمستمر للتعلم،
والتفكير التبادلي، والإقدام على مخاطر مسئولة القدرة، والتفكير الإبداعي،
الاستجابة بدهشة ورهبة، وإيجاد الدعابة).الجدول رقم (4).
ويلاحظ أنه رغم الاختلاف في مراتب ومسميات و إعداد
القوائم الخاصة بالعادات العقلية إلا أنها متشابهة في مضمونها إلى حد كبير ، فهي
تؤكد حب الاستطلاع، و المرونة في التفكير، والمثابرة والتصرف المنطقي،و الإقدام
وصنع القرارات، كما أنه من الخصائص البارزة لجميع القوائم احترام الإنسان وقدرته
على صنع اختباراته بعد الحصول على المعطيات وعلى توجيه سلوكه الفكري.
الأهمية التربوية للعادات العقلية ودور تدريس العلوم
في تنميتها:
يعد تنمية العادات العقلية هدفًا رئيسًا من أهداف
التربية وتدريس العلوم، فقد أكد مشروع تعليم العلوم لكل الأمريكيين اثنتي عشرة
عادة عقلية ينبغي أن يؤكد تدريس العلوم تنميتها و زرعها في نفوس المتعلمين في
أثناء تدريس العلوم (AAAS,Project2061,1995)كما حدد منهاج ولاية نيوجرسي الأمريكية ستة أهداف
تربوية في مجال العادات العقلية التي ينبغي تحقيقها عند جميع التلاميذ(Elias ,et al,1997).
و لأن العادات العقلية أحد أهداف تدريس العلوم، لذا
ينبغي تنميتها لدى المتعلم طوال حياته، حتى يتعود على ممارسة العادات العقلية في
التعامل مع الأمور المختلفة في الحياة اليومية، فلا يتأثر بكل ما يقال أو يثار-
خاصة في عصر العولمة-، فأحد الملامح المؤهلة لدخول هذا العصر، هو ضرورة ممارسة
العادات العقلية للتعامل مع المتناقضات في القضايا الفكرية، والعلمية، و الأخلاقية
في المجتمع، ويؤكد تيشمان Tishman,2000))
أن تعلم العادات العقلية يرجع إلى الأسباب الأربعة التالية:-
· تنظر عادات العقل إلى الذكاء نظرة تركز على الشخصية
وتؤكد المواقف والعادات وصفات الشخصية إضافة إلى المهارات المعرفية.
· تشتمل العادات على نظرة إلى التفكير والتعلم تضم
عددًا من الأدوار المختلفة التي تؤديها العواطف في التفكير الجيد.
· تعترف عادات العقل بأهمية الحساسية التي تشكل سمة
رئيسة من سمات السلوك الذكي مع أنها لا تحظى كثيرًا بما تستحقه من اهتمام.
· تشكل عادات العقل مجموعة من السلوكيات الفكرية التي
تدعم الفكر النقدي و الإبداعى ضمن المواضيع المدرسية و عبرها وما بعدها.
يرى كوستا وليوري
Costa&Lowery,1991 أن
تنمية العادات العقلية ضرورة تربوية قد يصعب استخدامها بصورة تلقائية إذا لم
يتدرب عليها، فبعض التلاميذ يأتون من بيوت أو صفوف أو مدارس لا قيمة فيها لعادات
العقل، وقد يشعر مثل هؤلاء التلاميذ بالفراغ، وربما يقاومون دعوات المعلم
لاستخدام العادات العقلية، كما يؤكد باير( Beyer,2003) أن العادات العقلية يجب أن يمارسها المتعلم مرارًا و
تكرارًا، حتى تصبح جزءًا من طبيعته، وأن أفضل طريقة لاكتساب وتنمية هذه العادات
هي تقديمها إلى التلاميذ، وممارستهم لها في مهمات تمهيدية بسيطة، ثم تطبيقها على
مواقف أكثر تعقيدًا.
ويرى مارزانو وآخرون(1999) أنه يمكن استخدام مجموعة من
الخطوات، والإجراءات، والاستراتيجيات في مساعدة التلاميذ على اكتساب العادات
العقلية في أثناء تدريس المقررات الدراسية المختلفة على أن يتم تعزيزها بصورة
مباشرة وصريحة.
ومما سبق يتضح أنه يمكن استخدام الإجراءات التدريسية
التالية في تنمية العادات العقلية (استخدام مواقف وأحداث مرت على بعض
الشخصيات وعرضها على التلاميذ، واستخدام القصص المعبرة عن حياة الشخصيات
العلمية، والاجتماعية في المجتمع، وعرض المشكلات الاجتماعية التي تمس حياة
المتعلم،وطرح الأسئلة، والمناقشات بمخلف صورها الثنائية والجماعية)، ومن
الدراسات التي اهتمت بالعادات العقلية دراسة دانيال Daniel,1994 التي بينت أن اكتساب الخبرات التعليمية يتوقف على
ممارسة العادات العقلية والإلمام بها، أما دراسة باير (Beyer,1991) فقد أكدت أن استخدام التعبيرات المعرفية للعادات العقلية
مع ممارسة العمليات المعرفية تصبح هذه التعبيرات جزءًا من ذواتهم فيمارسونها
كجزء من حياتهم الشخصية، ودراسة دايمر (Dimmer,1993) أكدت تأثير الطرائف العلمية عن العادات العقلية للعلماء
في تنمية التفكير الإبداعى و حل المشكلات، أما دراسة جولدنبرج (Goldenper,1996) فقامت باستقصاء العادات العقلية المنظمة للمنهج، وتأثير
تدريس العادات العقلية كمنظم متقدم في تنمية مهارات التفكير، واكتساب المحتوى،
بينما أكدت دراسة بيركنز و تيشمان(Perkins & Tishman,1997)
فعالية تدريس القصص و الحكايات في تشجيع التلاميذ على ممارسة العادات
العقلية،كما يضيف باركس(Perkins,1999)
أن التلاميذ يكتسبون عاداتهم العقلية عندما يجبرون أو يوضعون في مواقف تجبرهم
على طرح التساؤلات والاستجابة للتحديات، والبحث عن حلول للمشكلات التي تواجههم،
وتفسير الأفكار، وتقديم التبريرات المنطقية والبحث عن المعلومات وأما دراسة
(سميلة الصباغ وآخرون،2006) فأكدت توافر العديد من العادات العقلية بين الطلاب
المتفوقين في الأردن و السعودية، إضافة إلى وجود فروق بين مستوى العادات العقلية
بين الطلاب في السعودية والأردن لصالح الطلاب في السعودية.
الملخص:
· إن التدريس بنموذج أبعاد التعلم لمارزانو يؤكد
فاعلية المتعلم داخل الموقف التعليمي من خلال المشاركة في الأنشطة، والتعاون في
التفكير، المثابرة على الوصول إلى حلول للأنشطة، وتنفيذ التجارب، وهذه السلوكيات
تساهم في تنمية واستيعاب المفاهيم كما تؤثر وبصورة إيجابية في تنمية عاداته
العقلية.
· لما كانت تنمية العادات العقلية من خلال التدريس
بنموذج مارزانو لأبعاد التعلم تتطلب إعادة تنظيم محتوى، وأنشطة كتاب
العلوم فالدراسة الحالية توصي بإعادة النظر في تخطيط وتنظيم محتوى كتب العلوم في
المراحل المختلفة لتضمين أنشطة و مهام تعليمية لتنمية العادات العقلية.
· لما كانت نتائج الدراسة قد أظهرت فعالية نموذج
مارزانو في تنمية بعض العادات العقلية فإن الدراسة توصي بتدريب التلاميذ على
عادات عقلية أخرى مرتبطة بمادة العلوم في مراحل التعليم المختلفة.
|