تعريف الإعلام:
إن الإعلام
هو نقل المعلومات والمعارف، والثقافات الفكرية والسلوآية، بطريقة معينة، عبر أدوات ووسائل الإعلام والنشر، بقصد التأثير.
أولاً: التـربيــة والإعــلام
1. لقد ظلت المدرسة المصدر الأول للمعرفة حتى
بدايات القرن العشرين، وظل المعلمون هم المصادر الرئيسة لتوزيع المعرفة، وكان
الناس قديماً يعتمدون على المدرسة كمصدر (محتكر) يستمدون منه معرفتهم بالعالم من
حولهم.
2. لقد كانت التربية ( ممثلة في المدرسة إلى
حد ما ) تعيش في نزاع مع المنزل للقيام بدورها، فتارة تتفوق المدرسة على المنزل،
وتارة يحدث العكس، إلى أن برز الإعلام، وأصبح منافساً للمدرسة والمنزل معاً، ليس
في السيطرة على الطفل فحسب، بل على والديه أيضاً.
3. لقد أحكم الإعلام سيطرته على العالم،
مسلياً مربياً معلماً موجهاً شاغلاً مشغلاً، يظهر كل يوم بوجه جديد، وفي كل فترة
بأسلوب مبتكر، وفي كل مرحلة بتقنية مدهشة، متجاوزاً حدود الزمان والمكان، مما جعل
التربية بوسائلها المحدودة، وتطورها التدريجي الحذر تفقد سيطرتها على أرضيتها،
وأصبح الإعلام يملك النصيب الأكبر في التنشئة الاجتماعية، والتأثير والتوجيه،
وتربية الصغار والكبار معاً.
وما لم يكـن الإنسان واعيـاً إعلاميـاً فإن
التيـار الجارف سيكتسح كـل معصـوب العينين.
ثانيـاً: ما المقصود بالتربية الإعلامية؟
قبل الدخول في التفاصيل فإن المقصود بالتربية
الإعلامية هو بكل بساطة:
« مهارة التعامل مع الإعلام ».
ثالثـاً: مراحل تطور مفهوم التربية
الإعلامية:
1. ظهر مفهوم التربية الإعلامية في العالم في
أواخر الستينات الميلادية، حيث ركز الخبراء على إمكانية استخدام أدوات الاتصال
ووسائل الإعلام لتحقيق منافع تربوية ملموسة،« كوسيلة تعليمية».
2. بحلول السبعينات الميلادية بدأ النظر إلى
التربية الإعلامية على أنها تعليم بشأن الإعلام، وأنها «مشروع دفاع» يتمثل هدفه في
حماية الأطفال والشباب من المخاطر التي استحدثتها وسائل الإعلام، وانصب التركيز
على كشف الرسائل «المزيـفــة»، «والقــيــم» غــيـر الـمــلائـمــة»، وتشجيع
الطلاب على رفضها وتجاوزها.
3. في السنوات الأخيـرة تطور مفهوم التربية الإعلامية
بحيث لم يعد «مشروع دفاع» فحسب، بل «مشروع تمكين» أيضاً، يهدف إلى إعداد الشباب
لفهم الثقافة الإعلامية التي تحيط بهم، وحسن الانتقاء والتعامل معها، والمشاركة
فيها بصورة فعالة ومؤثرة.
رابعا : تـعـريف التربيــة الإعـلامـيـة
* التــربـيـــة الإعلامــيــة:
• تختص في التعامل مع كل وسائل الإعلام
الاتصالي، وتشمل الكلمات، والرسوم المطبوعة، والصوت، والصور الساكنة والمتحركة،
التي يتم تقديمها عن طريق أي نوع من أنواع التقنيات.
• تمكّن أفراد المجتمع من الوصول إلى فهم
لوسائل الإعلام الاتصالية التي تستخدم في مجتمعهم، والطريقة التي تعمل بها هذه
الوسائل، ومن ثم تمكّنهم من اكتساب المهارات في استخدام وسائل الإعلام للتفاهم مع
الآخرين.
• تضمن تعلم أفراد المجتمع للآتي:
• التعرف على مصادر النصوص الإعلامية،
وأهدافها السياسية والاجتماعية والتجارية والثقافية، وكذلك السياق التي وردت فيه.
• التحليل وتكوين الآراء الانتقادية حول
المواد الإعلامية، وإنتاج الإعلام الخاص بهم.
• فهم وتفسير الرسائل والقيم التي تقدم من
خلال الإعلام.
• الوصول إلى الإعلام، أو المطالبة بالوصول
إليه، بهدف التلقي أو الإنتاج.
• اختيار وسائل الإعلام المناسبة التي تمكن
الشباب الصغار من توصيل رسائلهم الإعلامية أو قصصهم، وتمكينهم من الوصول إلى
الجمهور المستهدف.
خامسا: أهمـية التربيـة الإعلامـيـة
1. أول مؤشر على أهمية التربية الإعلامية أن
اعتمادها (كمقرر) للتدريس هو التوصية الأولى للمؤتمر الدولي الأول للتربية الإعلامية
الذي عقد في الرياض عام 1428هـ، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله
ورعاه.
2. «التربية الإعلامية، جزء من الحقوق
الأساسية لكل مواطن في كل بلد في بلدان العالم هكذا ترى منظمة (اليونسكو) أهمية
التربية الإعلامية بسبب سلطة الإعلام المؤثرة في العالم المعاصر.
3. قبل ثلاثين عاماً لم تكن هناك مشكلة
ملحـّة في التعامل مع الإعلام، لأنه كان إعلاماً محلياً محدود التأثير، باستثناء
بعض الإذاعات العالمية، أما اليوم في عصر ثورة الإعلام والمعلومات والاتصالات فإن
الأمر مختلف، وأصبحت الحاجة إلى الوعي الإعلامي شيئاً مهماً وعاجلاً وملحاً
وضرورياً... إلخ.
4. بدون الوعي الإعلامي سينشأ كثير من
أبنائنا وهم معصوبي الأعين، في عالم تتجاذبه الصراعات والأهواء والمصالح، ولا يرحم
الضعفاء.
5. هناك أشياء كثيرة لا يضر الجهل بها...
والوعي الإعلامي ليس واحداً منها.
6. نحن نتحدث كثيراً عن أهمية الوعي
الإعلامي، ولكن كيف نزرعه في أبنائنا، ونجعلهم يكتسبون هذه المهارة، إنها ببساطة
التربية الإعلامية.
7. إن الوعي الإعلامي مهارة ترافق أبناءنا
طوال حياتهم، وليست مادة دراسية ينساها الطالب بمجرد انتهاء الامتحان، أو عندما
يختار تخصصاً علمياً في مجال بعيد عنها.
8. أما على المستوى المحلي فـإن التربية
الإعلامية تعد عاملاً فعـالاً في نشر (ثقافة الحوار) في المجتمع، وتساعد المتعلم
أن يكون إيجابياً، يشارك بفعالية في تنمية مجتمعه وتقدمه وبنائه
9. اغتنام الفرصة السانحة في الإعلام الجديد
على مستوى العالم، وهذا هو أحد أبرز جوانب أهمية التربية الإعلامية، بحيث نشجع
أبناءنا على إنتاج المضامين الإعلامية ونشرها وبثها، بما يعبر عن وطنيتهم وثقافتهم
وحضارتهم.
سادسا: كـفايات التعـلـم الناتجـة عن
التربيـة الإعلامـية
1. القدرة على فهم الوسائل الإعلامية
وتفسيرها، واكتشاف ما تحمله مضامينها من قيم.
2. القدرة على تقديم آراء نقدية للمضامين
الإعلامية سلباً أو إيجاباً.
3. القدرة على الاختيار الواعي لوسائل
الإعلام والمضامين الإعلامية.
4. القدرة على التواصل مع وسائل الإعلام
للتعبير عن الرأي.
5. القدرة على إنتاج المضامين الإعلامية
وإيصالها إلى الجمهور المستهدف.
6. القدرة على توجيه الأسرة للاستفادة المثلى
من وسائل الترفيه والتقنية الحديثة.
سابعا: مـمـيزات التربــية الإعـــلامــــيـة
1. تعـزيز الدافـعـــيـة للتعـلم:
تتمتع التربية الإعلامية بخصائص تعزز
الدافعية للتعلم، وذلك بسبب خصوصية موضوعها ومجالها، فهي تبحث في شيء محسوس يتصل
مباشرة بحياة المتعلم اليومية، فيكون أدعى لإثارة انتباهه وتحفيزه لاكتشاف هذا
المجال ومعرفة أسراره.
2. واقعــية هـذا المجال والحاجـة إليــه:
إن التعامل مع الإعلام يستغرق جزءاً كبيراً
من حياة الإنسان في العالم المعاصر، ويرافقه طوال حياته، وهذا يثير لدى المتعلم
الشعور بأهمية امتلاكه لمهارة التعامل مع الإعلام من خلال التربية الإعلامية.
3. وضــوح نتـائـج التعــلم:
إن وضوح نتائج التعلم بشكل بارز على شخصية
المتعلم في الحياة اليومية تزيد الدافعية وبذل الجهد، لأن الوعي الإعلامي يمكن
بسهولة أن يلاحظ على شخصية الإنسان في الحياة اليومية، بخلاف قدرته على حل أعقد
مسائل الرياضيات على سبيل المثال.
4. مــهـــارات التفـكـــيـر العــليـــا:
إن التربية الإعلامية تساعد المتعلم على
اكتساب مهارات التفكير العليا، أو على الأقل إحساسه وشعوره بأهميتها، لأن الإعلام
مجال خصب جداً لتفعيل مهارات التفكير، وهو يستدعي تعلم المهارات الآتية:
أ. مهارة التفكير الناقد: وهي مهارة أساسية
في التربية الإعلامية.
ب. مهارة التفكير الإبداعي: وهي ترتبط بشكل
وثيق بأحد مخرجات التربية الإعلامية، وهو إنتاج المضامين الإعلامية.
ج. مهارة اتخاذ القـرار: وهي ترتبط بأحد
مخرجات التربية الإعلامية، وهو اتخاذ قرار التعرض الانتقائي وحسن الاختيار.
د- مهارة حل المشكلات: وهي ترتبط بصناعة
الإعلام بشكل عام، لأنها تعاني من مشكلات عديدة على مستوى العالم، ومنهج التربية الإعلامية
يوفر حالات واقعية لتكون ميداناً لاستخدام مهارة حل المشكلات، بالإضافة إلى مشكلات
التعامل مع الإعلام داخل الأسرة.
5. تعزيز الثقة بالنفس والروح الإيجابيــة:
إن التربية الإعلامية تقـــدم للمتعلم صــورة
شــاملة عن البيئـــــة الإعلامية، وتكشف له الكثير من أسرار صناعة الإعلام طبقاً
لمباديء التربية الإعلامية، وتساعد على تمكين المتعلم من استخدام أدوات ومهارات
التعامل مع الإعلام، وهذا بدوره يؤدي إلى تعزيز ثقة المتعلم، وامتلاكه الروح
الإيجابية للقيام بسلوك إيجابي.
6. التعلم الذاتي والتعلم مــدى الحيـاة:
إن التربيــة الإعلامية تضع البذرة الأساسية،
والخطوة الأولى التي تتيح للمتعلم مواصلة التعلم في هذا المجال بصفة ذاتية، ضمن
منهجيات التعلم الذاتي، والتعلم مدى الحياة.
ما هو مصدر قوة وسائل الإعلام
؟
إن وسائل الإعلام في عالمنا
المعاصر تتميز بقدرة عالية على التأثير القوي والفعال، وذلك للأسباب الآتية:
1. التنوع: حيث توجد جميع
الوسائل المقروءة، والمسموعة، والمرئية.
2. الجاذبية: حيث يتم توظيف
جميع الجوانب الجمالية والنفسية في جذب الانتباه والتأثير والإقناع.
3. التفاعلية: حيث يمكن
للمتلقي التفاعل مع آثير من تلك الوسائل.
4. الوفرة: تعمل آثير من
وسائل الإعلام على مدار الساعة، ولذلك فهي متوفرة للمتلقي في آلوقت.
5. سهولة التواصل: حيث يمكن
متابعة وسائل الإعلام من آل مكان، بتكلفة لا تكاد تذآر
6. الخصوصية: حيث يمكن للمتلقي
التعامل مع تلك الوسائل بخصوصية تامة، وفق ما يريد.
7.عدم الإلتزام: حيث توجد
وسائل إعلام آثيرة غير مسؤولة، لا تلتزم بأي قيم، ولا تقيم وزناً لأي معايير أخلاقية أو ثقافية أو اجتماعية.
8. الاختراق: حيث لم تترك
هذه الوسائل الإعلامية مجالاً لم تدخل فيه، فجميع المجالات بلا استثناء قيمية واجتماعية وسياسية واقتصادية صارت ميداناً لهذه الوسائل الإعلامية.
هذه الأسباب وغيرها جعلت
أثر الإعلام على المستوى العالمي يفوق أثر المدرسة والأسرة وجميع مؤسسات المجتمع الأخرى.
ثامنا :العوامل المؤثرة
في فعالية وسائل الإعلام
هناك عوامل متعددة تؤثر
على فعالية وسائل الإعلام وقدرتها على التأثير والتغيير وقيادة المجتمعات، وهذه العوامل يمكن التعبير عنها بالمتغيرات التالية:
1. متغيرات البيئة: وهي
آافة الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهي قد تكون مساعدة لوسائل الإعلام على إحداث التأثير والتغيير، أو تكون عوامل تضعف فعالية
وسائل الإعلام.
2. متغيرات الوسيلة: وهي
العوامل المتعلقة بوسائل الإعلام ومصداقيتها، وتنوعها، وشمولها، وتجانسها، وهل هي متشابهة ومتسقة أم لديها تنوع وتعددية إعلامية.
3. متغيرات المحتوى: يلعب
المحتوى وقدرته على الاستمالة، والإقناع، والتنوع، والتكرار، والجاذبية، وإشباع حاجات المتلقي، دوراً مهماً في فعالية تأثير وسائل الإعلام.
4. متغيرات الجمهور: متغيرات
الجمهور لها دلالة آبيرة في فعالية تأثير وسائل الإعلام، حيث يختلف الأفراد في خبراتهم، وثقافتهم، وتعرضهم الانتقائي لوسائل الإعلام، وقابليتهم
للتأثر، بل إنه
أحياناً يستجيب الشخص الواحد
بشكل مختلف لنفس المحتوى وفقاً لظروفه الصحية أو النفسية أو الاجتماعية.
5. متغيرات التفاعل: إن
آلية التفاعل وطريقته وهل هو جماعي أم فردي، آل ذلك يحدد مدى فعالية تأثير وسائل الإعلام.
تاسعا : التضليل الإعلامي
1. من الوظائف الرئيسة التي
تؤديها وسائل الاتصال الجماهيرية وظيفة تكوين الآراء والاتجاهات لدى الأفراد والجماعات والشعوب، وهذه الوظيفة لا يمكن عزلها عن الوظائف الأخرى
آالأخبار والترفيه، إلا أنها تمتاز
عنها بخصوصية الهدف من هذه الوظيفة.
2. إن أخلاقيات الإعلام
تفرض على وسائل الإعلام القيام بواجباتها ووظائفها بصدق وأمانة وعدالة، وموضوعية وتوازن، وشمول ودقة، وعدم إساءة استخدام سلطة الإعلام.
3. مع وجود صراع المصالح
الهائل على المستوى العالمي فإن هذه الأخلاقيات تغيب أحياناً، وتحدث بشكل متعمد أنواع من التضليل الإعلامي.
من أنواع التضليل الإعلامي
1. التضليل بالانتقائية
المتحيّزة، التي تنتقي بعض الكلمات والحقائق والاقتباسات والمصادر وتتجاهل الأخرى، وتقوم بالترآيز على حقيقة وإغفال الحقيقة الأخرى المرتبطة بها.
2. التضليل بالتلاعب بالمعلومات
وترتيب الحقائق، بحيث تعطي معاني وانطباعات معينة، ويتم تفسيرها بشكل معين، يخالف الواقع.
3. التضليل بإهمال خلفية
الأحداث، مما يجعلها ناقصة ومشوهة، ولا يستطيع المتلقي فهمها وتفسيرها.
4. التضليل بالمزج والخلط،
وعدم التمييز بين الأخبار من ناحية والرأي والتحليل والتعليق من ناحية أخرى، فلا يعرف المتلقي هل هذا جزء من الخبر؟ أو هو رأي الصحفي ووجهة نظره.
5. التضليل بالمعلومات التي
ليس لها علاقة بالحدث، على حساب الحقائق المهمة.
6. التضليل بالعناوين ومقدمات
الأخبار المعتمدة على المبالغة والتهويل والغموض والمعلومات الناقصة، مما لا يتفق أحياناً مع مضمون الخبر أو المادة الصحفية.
7. التضليل باستخدام مفردات
معينة تؤدي إلى اصدار أحكام بالإدانة على المواقف والأشخاص والجماعات والدول، أو تحمل وجهة نظر بالتأييد أو الرفض.
8. التضليل بالإيهام والتدليس
في المصادر والمعلومات، وعرض معلومات مضللة بكلمات غير واضحة المصادر، وهي معلومات وأخبار غير صحيحة.
9. التضليل بإدعاء التوازن
الشكلي بين رأيين فقط، واختيارين لا غير، مع تعمد إهمال وجهات النظر الأخرى، وتغييب الكثير من الاحتمالات والآراء والحلول.
10 . التضليل باختيار قضايا
ومشكلات زائفة، والابتعاد عن قضايا أخرى تهم الجمهور، وتساهم في تشكيل الوعي الصحيح.
11 . التضليل بإغراق الجمهور
بمعلومات لا تهمه، ولا يحتاج إليها، مما يطلق عليه النفايات المعلوماتية.
12 . التضليل بالإغراق بكم
آبير جداً من المعلومات، لا يستطيع المتلقي الربط بينها أو تفسيرها، مما يوقعه بالسلبية وشعوره بالعجز أمام طوفان المعلومات.
13 . التضليل بلفت الأنظار
عن قضية معينة بتسليط الأضواء على قضية أخرى، وحصر التفكير فيها، وتشتيت الانتباه عن القضية الأصلية.
14 . التضليل بالتعتيم والتغييب
والحذف والتجاهل، سواءاً آان ذلك لقضية أو حدث أو مشكلة، مما يجعلها خارج وعي الجمهور.
15 . التضليل بالتضخيم والتهويل،
لقضية أو حدث أو مشكلة، ليترك ذلك انطباعاً زائفاً بحجمها لدى الجمهور.
16 . التضليل بالتهوين وتقليل
قيمة الموضوع، رغم أهميته للجمهور وعلاقته بمصالحهم واهتماماتهم.
17 . التضليل بالتفكيك والتجزيء،
وحصر النقاش في جزئيات بعينها، وقطعها عن الإطار العام، وسياقها الطبيعي، وصورتها الكاملة.
18 . التضليل بقلب الصورة،
حتى يصل الأمر أحياناً إلى تصوير المجرم بأنه ضحية، والضحية هو المجرم المعتدي.
19 . التضليل بالمصطلحات
المصنوعة المنحوتة، التي تبني وترسخ مفهوماً معيناً يتوافق مع مصالح صانع المصطلح، الذي قام باستحداثه والترويج له، لتغييب الحقائق وتزييف الوعي.
20 . التضليل باستخدام مصطلحات
قد تكون صحيحة ومقبولة ومتفق عليها في أصلها، ولكنها تستخدم تعمداً وتضليلاً في سياق خاطيء لا يرتبط بها.
21 . التضليل بالإحصائيات
واستطلاعات الرأي غير الحقيقية، إما أنها لم تحدث أصلاً، أو أنها آانت حافلة بالأخطاء الإجرائية التي تؤدي إلى خطأ النتائج.
22 . التضليل بالقراءة المخادعة
للإحصائيات واستطلاعات الرأي الصحيحة، لكن يتم التلاعب بطريقة عرضها وتفسيرها، سواءاً بالكلمات أو بالرسوم البيانية.
23 . التضليل بالصورة، إما
في طريقة التقاطها، أو تغيير مضمونها، والتحكم في الألوان، أو إضافة صور أشخاص أو أشياء أو حذفها، أو يتم الادعاء بأن هذه الصور تمثل الواقع بينما هي
مصنعة لتعطي انطباعاً معيناً.
24 .التضليل باختيار صورة
حقيقية لشخص أو حدث إلا أنها التقطت من زاوية معينة، أو في لحظة معينة، لإعطاء رسالة مضللة حول الشخص أو الموقف أو الحدث.
25 . التضليل بالكاريكاتير
السياسي والاجتماعي، الذي يتعامل معه الناس باعتباره طرفة وتسلية، بينما هو رأي وموقف ورسالة مؤثرة، تجمع بين خصائص الكلمة وخصائص الصورة.
26 . التضليل باختيار أضعف
وأسوأ شخصية ممكنة لتمثيل قضية ما في حوار أو حديث إعلامي، لكي يتم إسقاط القضية وتشويهها عبر هذه الشخصية المهزوزة السيئة، أو الضعيفة.
27 . التضليل بالحوار المشوّه
الذي يتم فيه التغييب الكلي المتعمد للقضية الجوهرية المحورية، والإغراق بالتفاصيل الهامشية، والثانويات الصغيرة، ذات الأثر المحدود على القضية
المحورية التي تم تغييبها قسراً.
28 . التضليل بتكرار الفكرة
الخاطئة وترسيخها مهما تكن خاطئة، وتعزيز السلوك المنحرف وترسيخه مهما يكن منحرفاً، وذلك بالتكرار المستمر المتواصل حتى تستقر في وعي الجمهور.
معظم وسائل الإعلام ووسائل
التقنية الحديثة غير صالحة للأطفال
1. إن ظاهرة التلوث الإجرامي
تصبغ كثيراً من وسائل التقنية الحديثة التي يتعامل معها الأطفال، وهي ظاهرة خطيرة تعانيها
كل دول العالم دون استثناء.
2. إن وسائل الإعلام والتقنية
الحديثة التي يستعملها الطفل حالياً كالقنوات الفضائية، وشبكة الانترنت، وألعاب الفيديو،
ومحتوى الهاتف الجوال، وفي ظل انعدام الرقابة على استخدامها، وإدمان الطفل عليها، فإنها
يمكن أن تشكل خطراً حقيقياً على نفسية الطفل وصحته ومستقبله.
3. تقوم هذه الوسائل بعملية
تنشئة اجتماعية متواصلة ودائمة وشاملة، تغذي الأطفال بالقيم، وتتعهدهم بالرعاية، وتحدث
أثاراً سلبية عميقة الأثر في نفوسهم الغضّة، التي تتعرض لهذه المؤثرات بشكل مستمر،
شديد الكثافة والتركيز.
4. سنستعرض بإيجاز بعض الآثار
السلبية التي تؤثر في الأطفال بسبب التعرض للمحتوى القائم على العنف، ومحتوى الإثارة
الجنسية، وأخيراً الآثار السلوكية والأسرية على الطفل والأسرة، الناتجة عن الإدمان
على متابعة القنوات الفضائية، ووسائل التقنية الحديثة، مثل الانترنت وألعاب الفيديو.
بعض آثار التعرض للمحتوى
القائم على العنف
1. في ألعاب الفيديو العنيفة
يشارك الطفل بنفسه في العنف، بالقتل والضرب والتخريب والتفجير والسحق والخطف وغير ذلك،
وربما كان ذلك بأداة تحكم على هيئة مسدس في يده، فتكون بمثابة تدريب شخصي فردي له.
2. إن الإدمان على مشاهدة
العنف يؤدي إلى تراكم المشاعر العدوانية، والعزلة، وقد يقود الطفل إلى خطر الانحراف
نحو جانب العنف، ومعاداة المجتمع.
3. الإدمان على ألعاب الفيديو
العنيفة يؤدي أحياناً إلى إصابة الأطفال بتشنجات عصبية، تدل على توغل سمة العنف والتوتر
الشديد في أوصالهم ودمائهم، حتى ربما يصل الأمر إلى أمراض الصرع الدماغي.
4. بعض الألعاب تعتمد على
أن قتل الشرطة نوع من البطولة، بدلاً من أن ينشأ الأطفال على حب النظام واحترام الشرطة،
ورجال الأمن.
5. إدمان العنف يؤدي إلى
تبلد إحساس الطفل تجاه ضحايا العنف، وعدم الشعور بمعاناتهم.
الآثار السلوكية والأسرية
لإدمان وسائل الإعلام والتقنية الحديثة
1. تقليص العلاقة بين الطفل
والأسرة، بل واغتراب كل فرد في الأسرة في عالمه الخاص بعيداً عن الأخر.
2. القضاء على كثير من النشاطات
والفعاليات المهمة للنمو المتوازن للطفل، كاللعب الحقيقي الجماعي المشترك، وممارسة
الرياضة، والقراءة، والهوايات المفيدة.
3. السهر وتغيير عادات النوم،
واعتياد سلوكيات غذائية غير صحية في الوجبات والأطعمة والمشروبات.
4. تعرض الطفل بسبب الأوضاع
السيئة في الجلوس والمتابعة لساعات طويلة يومياً إلى أضرار صحية، مثل تشوهات العمود
الفقري، وضعف البصر، والسمنة والبدانة.
5. التعرض للإخفاق الدراسي،
وضعف تطوير المهارات الدراسية، وتدني المستوى التحصيلي، وقتل روح الإنتاج والإبداع
لدى الطفل.
6. استنزاف طاقة الطفل الفكرية
واستهلاكها، وشحن ذاكرته بكل ما هو سلبي وغير مفيد.
7. تمرد الأطفال وإصابتهم
بالغضب والعنف، عند محاولة وضع حدود وضوابط لاستخدام وسائل الإعلام والتقنية الحديثة
من قبل الوالدين، أو تحايل بعضهم لاستخدامها والدخول إليها كالانترنت مثلاً من دون
علم الوالدين، أو تحدياً لهم.
عواقب الإهمال
1. إن ترك الطفل وحيداً
في مواجهة وسائل الإعلام ووسائل التقنية الحديثة، كالإنترنت وألعاب الفيديو ومحتوى
الهاتف المتنقل والقنوات الفضائية سيكون ذا عواقب وخيمة على عقله وفكره وذاته ومستقبله.
2. من الملاحظ أن الطفل
المتروك وحيداً في مواجهة وسائل الإعلام ووسائل التقنية الحديثة يتعرض للاضطراب النفسي
والقلق الروحي والشعور الدائم بالخوف، والافتقار إلى الأمان.
3. يصل الطفل الذي تهمله
أسرته إلى مرحلة ضياع، وعدم القدرة على فهم ذاته، وتحديد هويته وبناء شخصيته، بسبب
كثرة المؤثرات المضطربة المتناقضة التي تحيط به، بين الأسرة والمدرسة والقنوات الفضائية،
والانترنت وألعاب الفيديو ومحتوى الهاتف المتنقل.
قواعد عامة لتوجيه الأطفال
للتفاعل الواعي مع وسائل الإعلام
1. الاعتراف بوجود جوانب سلبية في وسائل الإعلام
والتقنية الحديثة وأنها ليست خيراً محضاً.
2. إدراك استحالة تجنب تعرض الأطفال لوسائل الإعلام
والتقنية الحديثة بصورها المختلفة، بصفة مباشرة أو غير مباشرة.
3. وجود قدر من الاتفاق بين الوالدين وأفراد الأسرة
في النظرة إلى وسائل الإعلام والتقنية الحديثة، وفي أساليب التعامل معها.
4. وجود قدوة حسنة للأطفال، تكون مثالاً بسلوكها،
في تفاعلها الواعي مع وسائل الإعلام والتقنية الحديثة.
5. بناء مهارة التفاعل الواعي مع وسائل الإعلام والتقنية
الحديثة من خلال ثلاثة جوانب متكاملة:
أ الجانب المعرفي ( التفكير ).
ب الجانب الوجداني ( المشاعر والعواطف ).
ج الجانب السلوكي ( الممارسة والتصرفات ).
أدوات توجيه الأطفال للتفاعل
الواعي مع وسائل الإعلام ووسائل التقنية الحديثة
1. تنظيم الوقت: يعد تنظيم
الوقت، وتحديده بساعات معينة، وربطه بأداء الواجبات المدرسية وغيرها، من أهم وسائل
التوجيه، فلا تضيع الساعات تلو الساعات، بين مشاهدة القنوات الفضائية، وتصفح الانترنت،
واللعب بألعاب الفيديو، وإنما يتم الاتفاق على تحديد وقت معين لهذه الأنشطة، والحرص
على إقناع الطفل بأن تحديد الوقت مفيد لصحته وسلامته.
2. تنظيم المكان: من المهم
أن تكون ممارسة هذه الأنشطة في مكان مفتوح في المنزل، مثل الصالة العائلية، ولا يسمح
للطفل بممارستها بصورة منعزلة، أو في غرفته الخاصة.
3. انتقاء المحتوى: يتضمن
انتقاء المحتوى تحديد ما هي القنوات التي يمكن أن يشاهدها الطفل، والتأكد من طبيعة
المواد التي يتصفحها في الانترنت، ومن توافر أنظمه الحماية في الجهاز، والابتعاد عن
الصفحات والمواقع التي تشكل خطراً على الطفل حتى وإن كانت مفتوحة لا تخضع للحجب، ويفضل
استخدام أنظمة الترشيح الخاصة بالأطفال التي تعمل وفق مبدأ « القائمة البيضاء »، ومن
المهم التحذير الشديد من التواصل الإلكتروني مع الأشخاص الغرباء أو الحديث معهم، وكذلك
الاهتمام بانتقاء ألعاب الفيديو المناسبة، الخالية من الانحرافات، وشراء الألعاب التي
تربي الذوق وتنمي الذاكرة، وهكذا.
4. تفعيل المشاركة العائلية:
من المفيد أن يكون تعرض الطفل لهذه الوسائل فرصة لتفعيل المشاركة العائلية، مثل ألعاب
الفيديو التي تتضمن عدداً من اللاعبين، والتواصل عبر برامج المحادثة في الانترنت بين
أفراد العائلة، والمشاهدة الجماعية للتلفاز بصورة تزيد ترابط العائلة، وتزيد الأطفال
قرباً من والديهم وأشقائهم، وهكذا.
5. تشجيع الحوار لتنمية
التفكير الناقد: تعد المشاركة العائلية للمشاهدة فرصة لتشجيع الحوار، وطرح التساؤلات،
والبحث عن الإجابة، حول ما يشاهده الطفل على الشاشة مثل ( هل ما تراه حقيقياً ؟، ما
الذي تشعر به عندما ترى هذا المشهد ؟ هل تحبه ؟، ما الذي لا تحبه فيه ؟، لماذا ؟، ما
الذي سيحدث بعد ذلك ؟، لو كنت مكانه كيف كنت ستتصرف ؟ هل تعتقد أن هذه النهاية مناسبة
؟، هل تعتقد أن هذا هو الحل الأفضل ؟، هل يمكن أن تضع نهاية مختلفة ؟...إلخ.
إن هذه الأسئلة والتساؤلات
عندما يطرحها الوالدان والأشقاء على الطفل تدفعه للتفكير بمضمون البرامج التلفزيونية،
ولا يأخذها كمسلمات، وهو ركن أساسي من أركان التفاعل الواعي مع وسائل الإعلام.
6. تنمية الحصانة الذاتية:
إن الفكرة الطيبة عندما يتم شرحها وغرسها في النفس غراساً صحيحاً، ستثمر عنها عواطف
ومشاعر نبيلة، تحرك الإنسان ( في الغالب) دون مؤثر خارجي للقيام بسلوك إيجابي، يترجم
تلك الفكرة وتلك المشاعر، كما أنها تولّد لدى الإنسان امتناعا تلقائياً ذاتياً يصرفه
عن السلوك السلبي، الذي يتعارض مع تلك الفكرة وتلك المشاعر النبيلة.
7. إيجاد البدائل: بتشجيع
الطفل على ممارسة الرياضة والألعاب الرياضية، والألعاب الجماعية، والألعاب ذات الطبيعة
التركيبية والتفكيرية، وألعاب الذكاء والبناء، والألعاب التعليمية، وتوجيه الطفل إلى
ممارسة هواية مفيدة، ودعمه بالمال والأدوات والمكان والتشجيع المستمر لممارسة الهواية،
وتوجيه الطفل إلى حب القراءة ومتعة التعلم الذاتي، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية،
وزيارات الأسرة، والنزهات العائلية، وهكذا يمتليء وقت الطفل خارج المدرسة بكل ما هو
مفيد وممتع وإيجابي، ولا نتركه وحيداً أمام القنوات الفضائية، والانترنت، وألعاب الفيديو.
عاشرا : مـنظـمة اليونســكو والتربيــة الإعــلامــية
عاشرا : مـنظـمة اليونســكو والتربيــة الإعــلامــية
1. تعد منظمة الأمم
المتحدة للتربية والثقافة والعلوم ( اليونسكو ) الداعم الأكبر عالمياً للتربية
الإعلامية.
2. تقرر مؤتمرات ( اليونسكو ) أهمية التربية الإعلامية بعبارة مهمة: « يجب أن نعد النشء للعيش في عالم سلطة الصورة والصوت والكلمة ».
وهي بذلك تشــير إلى أن الإعــلام يملــك سلــطة مؤثــرة على القيــم والمعتـقــدات والتـوجـهــات والممارسات، في مختلف الجوانب اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً.
3. من خلال أنشطة اليونسكو المتعددة في هذا المجال، فإنها تعد التربية الإعلامية جزءاً من الحقوق الأساسية لكل مواطن، في كل بلد من بلدان العالم، وتوصي بضرورة إدخال التربية الإعلامية حيثما أمكن، ضمن المناهج التربوية الوطنية، وكذلك إدخالها ضمن أنظمة التعليم غير الرسمية، والتعلم مدى الحياة.
2. تقرر مؤتمرات ( اليونسكو ) أهمية التربية الإعلامية بعبارة مهمة: « يجب أن نعد النشء للعيش في عالم سلطة الصورة والصوت والكلمة ».
وهي بذلك تشــير إلى أن الإعــلام يملــك سلــطة مؤثــرة على القيــم والمعتـقــدات والتـوجـهــات والممارسات، في مختلف الجوانب اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً.
3. من خلال أنشطة اليونسكو المتعددة في هذا المجال، فإنها تعد التربية الإعلامية جزءاً من الحقوق الأساسية لكل مواطن، في كل بلد من بلدان العالم، وتوصي بضرورة إدخال التربية الإعلامية حيثما أمكن، ضمن المناهج التربوية الوطنية، وكذلك إدخالها ضمن أنظمة التعليم غير الرسمية، والتعلم مدى الحياة.